«النصرة» تبتلع الموالين لتركيا في شمال سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

وسعت ما تسمى «هيئة تحرير الشام»، وهي جبهة النصرة سابقاً، أمس، سيطرتها على مناطق واسعة من الشمال السوري، بعد تقدمها في مناطق مختلفة من ريفي إدلب وحلب شمال سوريا، وسط أنباء متضاربة عن مفاوضات بين «الهيئة» وفصائل المعارضة في المنطقة، الأمر الذي أكدته شخصيات من الفصائل.

وأكد ناشطون سوريون في ريف حلب لـ«البيان» أن الاشتباكات بين الفصائل و«هيئة تحرير الشام» ما زالت مستمرة بين «تحرير الشام» من جهة، والفصائل المدعومة من تركيا، «كتائب ثوار الشام» و«بيارق الشام» التابعتين لـ«الوطنية للتحرير» من جانب آخر. وجرت الاشتباكات على محاور في محيط وأطراف مدينة الأتارب، في ريف حلب الغربي. وحذرت المعارضة السورية من استمرار توسع جبهة النصرة وابتلاع مناطق سيطرة الفصائل.

وقال رئيس إعلان دمشق سمير نشار لـ«البيان» إن الفصائل تعتبر المسؤول الأول عن هذه الانهيارات العسكرية، لما لها من ارتباطات إقليمية نقلت الأزمة السورية من السوريين إلى بعض الدول. وأضاف إن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلّحة تشهد كوارث بكل معنى الكلمة بسبب هذه الفصائل، لافتاً إلى أن هذه القوى المسلّحة أصبحت صندوق بريد لدول إقليمية بعيداً عن مصلحة السوريين.

واعتبر مراقبون أن توسع «القاعدة» في إدلب وريف حلب الشمالي والغربي على حساب الفصائل، بمثابة مصيدة روسية لـ«جبهة النصرة»، مشيرين إلى أن تضخيم خطر «النصرة» وابتلاعها للفصائل، يسهل على الجانب الروسي استهداف هذا الفصيل الإرهابي بحسب اتفاق أستانا. وتوقع المراقبون نهاية قريبة لهذا التنظيم، خصوصاً بعد عودة القصف الروسي.

الانسحاب الأميركي

إلى ذلك، أكد جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي أمس، أن الولايات المتحدة ستجعل انسحابها من سوريا مرهوناً بتطمينات تركية بشأن سلامة الأكراد، وأنها ترغب أيضاً في إجراءات لحماية القوات الأميركية أثناء الانسحاب. وقال في تصريحات للصحافيين خلال زيارة إلى المنطقة «يجب أن توافق تركيا على حماية الأكراد».

وقال «لا نعتقد أن الأتراك سيقومون بعمل عسكري من دون تنسيق كامل وموافقة من الولايات المتحدة على الأقل حتى لا يعرضوا قواتنا للخطر وأيضاً حتى يلتزموا بمتطلبات الرئيس بعدم تعرض قوات المعارضة السورية التي قاتلت معنا للخطر».

وحذر بولتون دمشق من مغبة اعتبارها الانسحاب العسكري الأميركي المتوقع دعوة لاستخدام الأسلحة الكيماوية. وقال إنه إذا استخدمت الأسلحة الكيماوية ستكون هناك «الكثير من الخيارات على الطاولة... إذا لم يستوعبوا الدروس المستفادة من الضربتين (السابقتين) فإن الضربة القادمة ستكون أشد حسماً».

إصابة جنديين بريطانيين

وأصيب جنديّان بريطانيّان بجروح أول من أمس في شرق سوريا جرّاء صاروخ أطلقه تنظيم داعش وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشار المرصد إلى أنّ الجنديَّين عضوان في قوّات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتّحدة. كما قُتل عنصر من قوّات سوريا الديمقراطيّة في هذا الهجوم في محور الشعفة بمحافظة دير الزور.

Email