تقارير «البيان»: إسرائيل تشنّ حرب استيطان في الضفة

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت إسرائيل بشن حرب استيطان ضد الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس، قبل المعركة الانتخابية الإسرائيلية، بدأها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمشاركة الأحزاب اليمينية المتطرفة، لتحقيق مزيد من الإنجازات على صعيدهم الشخصي على حساب الشعب الفلسطيني.

ويعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إقرار بناء 2500 وحدة استيطانية في أنحاء مختلفة من المستوطنات المقامة على الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية بما فيها القدس، إلى جانب بناء منطقتين صناعيتين ومحطة نقل، ضمن إطار المعركة الانتخابية حتى يحصلوا على أكبر عدد من المقاعد ليكون باستطاعته تشكيل حكومة أكثر تطرفاً من الحكومة الحالية، ضاربة بعرض الحائط كل الاتفاقات مع الجانب الفلسطيني.

ويأتي هذا التوظيف لمواصلة التطهير العرقي ضد الفلسطينيين من خلال مصادرة أرضه وإرغامه على الرحيل ليتسنى للاحتلال تنفيذ خططه في الضم والتوسع، في محاولة لتحقيق حلم الصهيونية بإقامة دولته المزعومة. وخوفاً من حدة الانتقادات اليمينية ضد نتنياهو، هرب رئيس الوزراء إلى الأمام نحو مواجهة شاملة مع الشعب الفلسطيني، من خلال إقرار سلسلة قوانين احتلالية جديدة منها شرعنة 66 بؤرة استيطانية وبناء مئات الوحدات الجديدة، وطرد عائلات منفذي عمليات المقاومة ضد الإسرائيليين، ليشفي غليل المستوطنين.

ويرى المحلل السياسي أشرف العجرمي، أن محاولة نتنياهو ركوب موجة الاحتجاجات اليمينية لأسباب انتخابية من جهة وأسباب سياسية وأيدولوجية من الجهة الأخرى ستقود إلى توتير إضافي في الوضع في الضفة الغربية، والذي هو معرض للانهيار أكثر من أي وقت مضى، وهو كمن يصب الزيت على النار، ويدعو الفلسطينيين لخيار واحد فقط وهو رفض كل ما تقوم به إسرائيل ومقاومته بكل السبل.

مضيفاً: «هنا لا يبدو أن التنسيق الأمني يمكن أن يصمد أو يصبح ذا جدوى في معالجة الوضع المتدهور والقابل للانفجار، فما يحدث من إطلاق يد المستوطنين للتنكيل بالفلسطينيين والاعتداء عليهم، ومصادرة أرضهم وتوسيع المستوطنات القائمة، وبناء مستوطنات جديدة، طالما يتم شرعنة كل بؤرة استيطانية تقام في أي مكان في الضفة الغربية».

وأكد المحلل السياسي أن هذه التطورات تمثل استمراراً للسياسات التي كانت قائمة في السابق وتصعيدها بصورة خطيرة ينهي نتنياهو دور السلطة الفلسطينية كطرف يمكنه أن يؤمن الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني، ويدفع نحو مواجهة شاملة تقوم أساساً على إشاعة الفوضى والدمار.

من جهته، وصف المحلل السياسي توفيق أبو شومر، الهجمة الإسرائيلية بـ«الحرب الاستيطانية الثالثة»، منذ منتصف شهر ديسمبر 2018، هذه الحرب التي بدأت فقط لسلسلة حروب على أهم موقعين في القدس والخليل، وستطال كل الضفة الغربية، بقيادة الحكومة الإسرائيلية المتطرفة.

وأوضح أن هذه الحرب الثالثة تخللتها حرب غير معلنة، تقودها الجمعيات الإسرائيلية، منها جمعية إلعاد وشركاؤها، وعطيرت كوهانيم، وأمناء جبل الهيكل، وعشرات غيرها. ورصدت صحيفة هارتس تزايد الاستيطان خلال يومين فقط في الأسبوع الماضي، حيث عاد المستوطنون للبؤرة الاستيطانية المخلاة «عموناه»، ونصبوا فيها كرفانات استيطانية جديدة، بعد قرار المحكمة العليا بإخلائها في مارس 2018، يقودهم عضو الكنيست بتسلئيل سموترتش، لإعادة بنائها.

Email