تقارير «البيان»: الانفتاح العربي على دمشق هل يبعدها عن إيران؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

أفاد مصدر مطلع لـ«البيان»، بأن دولاً عربية تتجه لإعادة علاقاتها مع دمشق في العام الجديد، لكسر الاحتكار الإيراني لدمشق في إطار محاولة إعادة سوريا إلى عمقها العربي.

وقال المصدر، إن اتجاه العديد من الدول العربية إلى دمشق، من شأنه أن يعزّز دور سوريا الإقليمي ويخفف - على الأقل - من التغول الإيراني في المنطقة، لافتاً إلى أن دمشق أيضاً تسعى إلى عودة الممثليات العربية إليها. وألمح المصدر إلى إمكانية زيارة الرئيس العراقي برهم صالح إلى دمشق، فيما كشف مصدر لوكالة «سبوتنيك» الروسية أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز سيقوم بزيارة إلى سوريا في العاشر من هذا الشهر.

في العام 2014 قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إن الولايات المتحدة بدأت تفكر جدياً في دعم الحكومة المركزية في دمشق، ومنعها من الانهيار للقيام بواجباتها في مواجهة تنظيم داعش. وبالفعل، غيّرت واشنطن سياستها تجاه الرئيس السوري بشار الأسد، ولم تعد تطالب برحيله. ومن هنا برزت أفكار الأمم المتحدة القائمة على المرحلة الانتقالية من دون إحداث تشوهات بالنظام السياسي والأمني في سوريا، وأضافت روسيا إلى هذه الأفكار فكرة اللجنة الدستورية التي من المفترض أن تلتئم قريباً للتخلص من فكرة إسقاط الرئيس السوري أو رحيله، ليكون التغيير عبر الدستور هو البديل.

اتجاه الريح

في أوروبا أيضاً، كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأكثر وضوحاً حين قال بداية تسلمه للحكم، ليس لدينا مشكلة مع الأسد إنما مع الإرهاب. ألمانيا أيضاً بدأت تغير اتجاه الرياح.

في سبتمبر من العام الماضي، التقى وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة نظيره السوري وليد المعلم على هامش لقاءات الجمعية العمومية في نيويورك، وحينها قال خالد بن أحمد، إن ذلك اللقاء لم يكن الأول مع المعلم، وأوضح أن البحرين والدول العربية تريد بقاء الدولة السورية القوية.

المنسق العام لهيئة التفاوض اعترف في حوار مطوّل مع «البيان»، أن المزاج الدولي تجاه سوريا تغيّر ولم تعد الأولوية إسقاط النظام، وخصوصاً بعد تغيّر الميزان العسكري، وظهور الإرهاب الذي يتطلب دولة قوية. وبين كل التفاصيل السابقة يمكن قراءة زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق.

ليس مجّاناً

وعلى ما يبدو فإن بشار الأسد قد يعود إلى دائرته العربية، وقد يلقى دولاً يمكن أن تتعامل معه، إلا أن هذه العودة بكل تأكيد لن تكون مجانية، ولاسيما من ناحية إعادة صياغة للعلاقة مع إيران.

في أكثر من مرة قال دبلوماسيون عرب، إن الهدف من إعادة التواصل مع النظام السوري هو إخراج إيران من المنطقة، فسوريا دولة محورية في الخارطة العربية، وبقاؤها بعيداً عن المحور العربي سيدفعها إلى الحضن الإيراني.

إذ بات واضحاً أنه لا بد من عملية جراحية سياسية تعود من خلالها سوريا إلى البيئة العربية، وتطلّق إيران، بالتعاون مع روسيا التي لم تعد هي أيضاً مقتنعة بالهيمنة الإيرانية على المنطقة. الكرة الآن أصبحت في الملعب السوري، فيما إذا كان قادراً على التخلي عن إيران والالتحاق بالمنظومة العربية، وربما نشهد عودة سريعة إلى مقاعد الجامعة العربية.

Email