الميليشيا تواصل الخرق.. والشرعية تحذر من «التفسيرات المشوهة» للاتفاق

«التحالف» يحذر من انهيار الهدنة بسبب خروقات الحوثي

ت + ت - الحجم الطبيعي

حذّر التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، من احتمال انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة بغرب اليمن، في حال تأخرت الأمم المتحدة في التدخل للإشراف على الهدنة والعمل على وقف خروقات ميليشيا الحوثي الإيرانية التي انتهكت الاتفاق 21 مرة منذ سريان الهدنة، كما حذر رئيس الوزراء اليمني، معين عبدالملك، من التفسيرات المشوهة للاتفاق من جانب الحوثي.

وقال مصدر في المقاومة اليمنية إن الميليشيا الحوثية خرقت وقف إطلاق النار المتفق عليه في السويد برعاية الأمم المتحدة، حيث قامت بقصف مستشفى 22 مايو والعديد من المصانع بقذائف الهاون والصواريخ، بحسب مصدر في المقاومة اليمنية.

وأفاد المصدر بأن الهجوم الذي شنته الميليشيا خلف دماراً هائلاً في مختلف أقسام مستشفى 22 مايو ومنشآته، كما أدى إلى تدمير كامل للمصانع التي تم استهدافها سابقاً قبيل بدء وقف إطلاق النار في الحديدة.

وذكر المصدر أن هذا الخرق يعتبر الثاني من نوعه في غضون ساعات قليلة من بدء الاتفاق، الأمر الذي يؤكد أن الحوثيين غير معنيين بإنجاح هذا الاتفاق والسير قدماً في المباحثات خلال الجولات المقبلة وصولاً إلى حل سياسي للأزمة.

وأكد المصدر أن استهداف البنية التحتية الإنسانية والاقتصادية يظهر بشكل جلي بأن توقيع الميليشيا على اتفاق السويد لم يكن إلا هروباً من الضغط العسكري المتواصل الذي فرضته القوات اليمنية وقوات التحالف على الميليشيا، ما جعلها تتعامل مع وقف إطلاق النار من منطلق إعادة ترتيب قواتها وتخفيف آثار الخسائر التي تكبدتها خلال الفترة الماضية.

ودعا المصدر الأمم المتحدة إلى اتخاذ موقف صارم تجاه سلوك الميليشيا والإعلان عن خروقاتها المتكررة لوقف إطلاق النار، وعدم التغافل عنها لضمان مواصلة المسار السياسي.

تجاهل حوثي

في السياق، قال مصدر في التحالف العربي في تصريحات لوكالة «فرانس برس» إن المتمردين خرقوا الاتفاق في 21 مناسبة منذ بدء سريانه منتصف ليل الاثنين الثلاثاء، معتبراً أن «هناك مؤشرات على الأرض بأنهم اختاروا أن يتجاهلوا الاتفاق».

وتابع المصدر أن القوات الحكومية اليمنية «ترد للدفاع عن نفسها عند الضرورة وحين تحصل على موافقة بذلك»، مضيفاً: «سنواصل ضبط النفس في هذه المرحلة لكن المؤشرات الأولية غير مطمئنة». وحذّر من أن الاتفاق قد يفشل بسبب هذه الخروقات وفي حال تأخرت بعثة الأمم المتحدة في بدء عملها على الأرض.

وأوضح: «في حال استلزم الأمم المتحدة وقتاً طويلاً للدخول إلى مسرح (العمليات) فإنها ستفقد هذه الفرصة وسيفشل الاتفاق»، داعياً إياها «لمواصلة الحوار والضغط على قادة الحوثيين خلال هذه المرحلة».

ردود سياسية

وفي ردود الفعل السياسية، قال رئيس الوزراء اليمني، معين عبدالملك، إن التشاؤم الذي يبديه الكثيرون تجاه ما تم التوصل إليه مع ميليشيا الحوثي في مشاورات السويد، نابعاً من تجربة مريرة في انقلاب هذه الميليشيا على كل الاتفاقات والمواثيق التي تكون طرفاً فيها وعدم التزامها يوماً بالتنفيذ.

وأوضح خلال استقباله سفير المملكة المتحدة لدى اليمن مايكل ارون، ان التفسيرات المشوهة للاتفاق بخصوص مدينة وميناء الحديدة والصادرة عن قيادات الحوثيين تؤكد انهم غير جادين بالجنوح للسلام ولا يزالون يسوقون الوهم لاتباعهم وحليفتهم إيران، مشدداً على أن المسؤولية باتت على عاتق المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن لإلزام هذه الميليشيا بالانصياع الكامل والحرفي لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه دون إبطاء أو تلاعب.

بدوره، أكد وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، أنه لا يمكن للشرعية الذهاب إلى جولة مفاوضات جديدة ما لم يعد الأمن والاستقرار للحديدة، إضافة إلى تحقيق كل ما تم التوافق عليه في جولة المشاورات الأخيرة في السويد. ونقل الموقع الإلكتروني لقناة العربية عن اليماني القول إن «ما تم التوصل إليه يمثل انتصاراً بالنسبة للشرعية ولمنطق السلام في اليمن».

Email