تقارير البيان

إسرائيل تغتال فرحة «الميلاد» في فلسطين

ت + ت - الحجم الطبيعي

ازدانت بيت لحم، مدينة الميلاد، ومركز الحدث الميلادي، بحلة جديدة، أضفت عليها جمالية خاصة، وأبعاداً روحية ودينية، وسياحية مميزة، لكن «بابا نويل» لن يوزع الهدايا على الأطفال كعادته في أعياد الميلاد، فجنود الاحتلال اختاروا في هذا التوقيت، توزيع الرصاص، في بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور ورام الله، وغيرها من المدن والبلدات التي يقطنها مسيحيون.

الفلسطينيون في رام الله، سرعان ما وجدوا أنفسهم في مواجهة جيش الاحتلال، الذي اقتحم المدينة بأكثر من 13 آلية عسكرية، وأخذ يطلق الرصاص والقنابل الغازية تجاه الفلسطينيين، الذين كانوا فرغوا للتو، من الاحتفال بإضاءة شجرة الميلاد وسط المدينة، فقرر هؤلاء أن يزيّنوا أشجار الميلاد بصور الشهداء، وقنابل الغاز المسيل للدموع، وشظايا الرصاص والقنابل الصوتية، التي ملأت شوارع المدينة لحظة الاقتحام.

في هذا العام، قد يخرج أطفال ونساء، ورجال وصبايا وشبان مدن بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور، عن المألوف، بعد أن اعتادت هذه المدن، في مثل هذه المناسبات، أن تقرع أجراس كنائسها، وتضيء شموعها، وتتزيّن بأشجار الميلاد، ويقوم «بابا نويل» بتوزيع الهدايا على الأطفال، ولن تستطيع مدينة المهد ومدينة الرعاة، أن تزهو شوارعها وأزقتها وكنائسها ومنازلها، ومحلات تحفها الشرقية، وفنادقها ومطاعمها، بالمظاهر الاحتفالية، التي اعتادت أن تزهو بها على مدار أكثر من ألف عام.

فقد حوّلت قوات الاحتلال بإجراءاتها الليلية المسمّاة «أمنية» مدينة بيت لحم ومحيطها، إلى سجن مغلق، بحجة توفير الأمن للمستوطنين القاطنين في مستعمرات أقيمت عنوة وبقوة السلاح على أراضي الفلسطينيين، وكذلك الحال لجنود وضباط الاحتلال ورجال مخابراته في معسكر «عتصيون» الذي يغتصب أرض الميلاد، كما أن قوات الاحتلال تزعم أن مخيم الدهيشة القريب من بيت لحم، يشكّل خطراً على قواتها، ما دفعها لمنع التواجد في الشوارع والأماكن العامة في المدينة ومحيطها بعد التاسعة ليلاً، علاوة على منع الاحتفالات وإطلاق الألعاب النارية، بذريعة أنها تسبب لها الإزعاج!.

تبدو قوات الاحتلال، في احتفالات الميلاد لهذا العام، أكثر وضوحاً والتزاماً باستمرار احتلالها، وأكثر إصراراً على تحويل هدايا الميلاد و«بابا نويل» لأطفال وأحفاد الرعاة، إلى رصاص وقذائف، لحماية مستوطني «جيلو» و«إفرات»، لكن رغم كل الممارسات القمعية التي تسعى دولة الاحتلال من خلالها، إلى تحويل مناخات أعياد الميلاد، ورسالة سلام السيد المسيح، في هذه البقعة المقدسة، إلى جراح وأحزان، إلا أن المسيحيين في فلسطين، يُبدون قدرة كبيرة، على استمرار العطاء والتضحية والتكافل، وعزف ترانيم الميلاد، كي يتردد صداها في العالم، وتحمل معها إلى جانب رسائل المسرّة والسلام، رسالة المعاناة الفلسطينية، والغطرسة الإسرائيلية، المعادية للسلام، في أرض السلام.

Email