الرياض ترفض التدخّل في شؤونها الداخلية وتؤكّد الحرص على علاقاتها مع واشنطن

السعودية: موقف «الشيوخ الأميركي» رسالة خاطئة

ت + ت - الحجم الطبيعي

استنكرت المملكة العربية السعودية الموقف الصادر، أخيراً، من مجلس الشيوخ الأميركي، مؤكدة رفضها التام لأي تدخل في شؤونها الداخلية، أو التعرض لقيادتها ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده بأي شكل من الأشكال، أو المساس بسيادتها أو النيل من مكانتها، محذّرة من تداعيات ذلك على العلاقات بين البلدين.

وصرَّح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، بأن المملكة تستنكر الموقف الذي صدر أخيراً عن مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة الأميركية، الذي بُني على ادعاءات واتهامات لا أساس لها من الصحة، ويتضمن تدخُّلاً سافراً في شؤونها الداخلية، ويطول دور السعودية على الصعيدَيْن الإقليمي والدولي.

وأضاف المسؤول في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن السعودية إذ تؤكد حرصها على استمرار وتطوير العلاقات مع الولايات المتحدة، فإنها تبدي استغرابها من مثل هذا الموقف الصادر من أعضاء في مؤسسة معتبرة في دولة حليفة وصديقة، تكنُّ لها السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده كل الاحترام، وترتبط السعودية بها بروابط استراتيجية سياسية واقتصادية وأمنية عميقة، بُنيت على مدى عشرات السنين لخدمة مصالح البلدَين والشعبَين.

وتابع أن السعودية إذ تؤكد رفضها التام لأي تدخُّل في شؤونها الداخلية، أو التعرض لقيادتها ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده بأي شكل من الأشكال، أو المساس بسيادتها، أو النيل من مكانتها.. فإنها تؤكد أيضاً أن مثل هذا الموقف لن يؤثر على دورها القيادي في محيطها الإقليمي، وفي العالمين العربي والإسلامي، وعلى الصعيد الدولي.

وأنها كانت وما زالت تلعب دوراً رياديّاً في العالمَيْن العربي والإسلامي، ولها مكانة خاصة في قلوب كل المسلمين، وهو ما جعلها ركيزة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وحجر الزاوية في الجهود الرامية لإحلال الأمن والسلم على الصعيدَيْن الإقليمي والدولي.

واستطرد المسؤول السعودي: كما تتمتع السعودية بدور قيادي في استقرار الاقتصاد الدولي من خلال الحفاظ على توازن أسواق الطاقة على نحو يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء.

وتابع، قائلاً: «كان لإسهام السعودية في قيادة الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب في الميادين العسكرية والأمنية والمالية والفكرية الأثر البالغ في دحض التنظيمات الإرهابية، مثل داعش والقاعدة وغيرهما، وحماية أرواح العديد من الأبرياء حول العالم، وذلك عبر تأسيسها وقيادتها التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، ومشاركتها الفاعلة في التحالف الدولي لمحاربة داعش بقيادة الولايات المتحدة.

وفي هذا السياق تتخذ السعودية موقفاً حازماً إلى جانب الولايات المتحدة في مواجهة النشاطات الإيرانية السلبية عبر حلفائها ووكلائها، التي تهدف لزعزعة استقرار المنطقة».

حل الأزمة اليمنية

وتابع: في الوقت نفسه تواصل السعودية بذل الجهود لكي تتوصل الأطراف اليمنية إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، يقوم على قرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل، بما في ذلك الجهود التي يقوم بها المبعوث الأممي، التي قادت بدعم المملكة العربية السعودية إلى الاتفاقات التي تم إعلانها مؤخراً في السويد.

وأردف: تولي السعودية الوضع الإنساني في اليمن أهمية بالغة، وتقوم عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتقديم مساعدات كبيرة للشعب اليمني في المناطق اليمنية كافة. كما تتعاون السعودية مع المنظمات والهيئات الدولية ذات الصلة لإيصال المساعدات للمحتاجين.

مقتل خاشقجي

وأكد المسؤول في الخارجية السعودية أنه «سبق التشديد على أن ما حدث للمواطن جمال خاشقجي هو جريمة مرفوضة، لا تعبِّر عن سياسة السعودية، ولا نهج مؤسساتها، مؤكدة في الوقت ذاته رفضها أي محاولة للخروج بالقضية عن مسار العدالة في السعودية».

وأشار إلى أن المملكة «إذ تحرص على الحفاظ على علاقاتها مع الولايات المتحدة الأميركية، وتعمل على تطويرها في المجالات كافة، وتثمن موقف الحكومة الأميركية ومؤسساتها المتعقل حيال التطورات الأخيرة، فهي تدرك أن موقف مجلس الشيوخ الأميركي يرسل رسائل خاطئة لكل من يريد إحداث شرخ في العلاقات السعودية - الأميركية، وتأمل السعودية ألا يتم الزج بها في الجدل السياسي الداخلي في الولايات المتحدة الأميركية منعاً لحدوث تداعيات في العلاقات بين البلدين، يكون لها آثار سلبية كبيرة على العلاقة الاستراتيجية المهمة بينهما».

Email