عسكريون وسياسيون فرنسيون لـ«البيان»:

ماضي «باريل» المخزي في إشعال الحروب الأهلية يفضح أكاذيبه

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

علق سياسيون وعسكريون فرنسيون على تصريحات المرتزق الفرنسي، بول باريل، الذي ظهر، أول من أمس، في برنامج تسجيلي على قناة «الجزيرة» القطرية مروجاً مجموعة من الأكاذيب عقب انقلاب حمد بن خليفة آل ثاني على والده الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، مؤكدين لـ«البيان»، أن تصريحات باريل كاذبة، ولا تمت للواقع بصلة.

حيث يعلم الجميع سجل بول باريل العسكري ثم الإجرامي، كما فندوا ما قاله باريل تفنيداً مهنياً عسكرياً خلص في النهاية إلى نتيجة واحدة وهي أن ما قاله باريل خلال المقابلة التلفزيونية مع «الجزيرة» يعد حديثاً عبثياً خيالياً لا يرقى لمستوى فيلم أكشن هابط.

وقال روجيه موران، عضو الأمانة العامة بحزب «الجمهورية إلى الأمام» والسياسي السابق بالحزب الاشتراكي، وأستاذ السياسة بجامعة «السوربون» لـ«البيان» إن بول باريل، كان ضابطاً موهوباً ضمن قوات وحدة «غينيغ» للنخبة في الجيش الفرنسي، قبل العام 1980، وفي تلك الأثناء شارك في العديد من العمليات المهمة داخل فرنسا وخارجها.

انذاك - ذاع صيت باريل، فكلفه الرئيس الأسبق فرنسوا ميتران، بعد توليه الرئاسة عام 1981 بتأسيس وحدة مكافحة الإرهاب تابعة مباشرة للإليزيه «قصر الرئاسة» وخلال هذه الفترة أصيب بول باريل بالغرور، وارتكب العديد من المخالفات بعضها يرقى لدرجة «الفضيحة» وعلى اثرها تم فصله من الخدمة ليؤسس شركة حراسات وخدمات أمنية باسم «سكيريت» داخل الحدود وخارجها، وتحديداً عام 1985، وبعد ذلك التاريخ أصبح بول باريل مرتزقاً سيء السمعة، وإلى جانب القتل والنهب وتقديم الخدمات للمافيا ارتبط اسمه بالعديد من الفضائح والادعاءات التي كشفت التحقيقات كذبها وأهمها علاقته بالرؤساء والأمراء والزعماء حول العالم.

وقائع مستحيلة

من جهته، قال فابيان ماندو، الضابط السابق بوزارة الدفاع الفرنسية، إن ادعاءات المرتزق بول باريل بأنه استطاع نقل الأسلحة من فرنسا عبر طائرة خاصة عام 1996 كذب واضح، خاصة بالكمية التي ذكرها، هذا مستحيل حتى وان كان من سينقلها الرئيس الفرنسي نفسه، كما يستحيل أن تخزن كمية من الأسلحة قدرها 20 طناً في طابقين داخل فندق.

كما يستحيل تجنيد 3 آلاف شخص من تشاد أو أي دولة وإنزالهم في قطر لاحتلالها هكذا دون تدريب مكثف لشهور، وربط نقط اتصالات مباشرة، ووقتها لم تكن أجهزة الاتصال كما هي الآن، وإنشاء غرفة تحكم في مملكة البحرين كما زعم باريل، كل ما قاله من الناحية العسكرية والتكتيكية يكون مستحيلاً تنفيذه حتى في أفلام الأكشن.

باريل كما يعلم الجميع كان يقدم خدمات أمنية للشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر الأسبق، خلال تنقلاته في أوروبا فقط، ونعلم أنه صاحبه كحارس شخصي ومعه مجموعة من أفراد شركته التي أسسها عقب فصله من الخدمة أثناء وجوده في أوروبا بعد انقلاب نجله عليه ، وسافر معه إلى عدة دول خليجية وعاد بعدها باريل إلى فرنسا.

وتم التحقيق معه في تهم أخرى لا تتعلق بالخليج ولم يذكر وقتها أنه كان في مهمة عسكرية وأنه على علاقة بالرئيس الفرنسي الاسبق جاك شيراك كما ادعى، فحديث باريل على قناة «الجزيرة» من الناحية العسكرية والتكتيكية بعيد عن الواقع ويستحيل حدوثه، وأهم نقطه هنا.

مجرم محترف

أما أنطوان أندريه، الضابط السابق بوحدة «غينيغ» ، فقال إن بول باريل يمكن أن يفعل أي شيء من أجل المال، ممكن أن يدعي أن ملكة بريطانيا دفعت له المال ليقتل رئيس فرنسا، فقط ادفع المال وهو يفعل ما تشاء، هذه مهنته التي يفخر بها، فباريل عمل قائد مرتزقة في دول افريقية وفي أميركا اللاتينية، في الدول التي مزقتها الحروب الأهلية والصراعات الداخلية، قتل الآلاف، فعل كل ما هو يشين الشرف العسكري، شارك في الحرب الأهلية في رواندا، وحققت معه السلطات الفرنسية في هذه القضية منذ العام 1988، إلى جانب الاتجار وتهريب السلاح، والتعاون مع المافيا.

كل هذا منذ العام 1985 وهو في دائرة الفضائح، وحديثه عن علاقته بالرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك كذب، فهذا أمر مستحيل لأنه كان مداناً آنذاك وشخصاً مفصولاً من الخدمة العسكرية، يستحيل أن تكون له صله بالرئيس والإليزيه، حتى الآن كما يدعي هذا أمر مستحيل، بالإليزيه ومن يعملون به هم خاضعون لرقابة صارمة لا تسمح لهم حتى ولو كانوا فاسدين بالاتصال بأشخاص مثل باريل، هذه ادعاءات روجها كثيرا للترويج لشركته الأمنية «سيكريت» ليضفي شيئاً من الأهمية على الشركة.

وسبق أن تم ملاحقته بتهم الادعاء الكاذب في التسعينيات، وأدين في هذه التهمة تحديداً عام 2007 حيث حاول التهرب من جرائم ارتكبها عرفت باسم «ألعاب كونكورد» وحاول وقتها الزج بالإليزيه في القضية لكنه لم يفلح، ومارس لعبة الفرقعات الإعلامية كثيراً لجني المال.

لا سيما بعد أن فشلت شركته وأصبح الآن معطلاً عن العمل بسبب كبر السن، وهو بالطبع يحتاج للمال كونه مريضاً بالسرطان، لكن بعيداً عن هذا كله، أغلب أحاديثه عن عملياته ومغامراته العسكرية مختلقة، وجميعها تلك التي يزج باسمه فيها - فاشلة، وأيضاً عمليات أخرى في فرنسا كلها كانت كارثية، كان يداهم باندفاع ولهذا اعفي من عمله في وحدة الدرك «غينيغ».

سيناريو فيلم أكشن

أكد إيميل دريدا، الضابط بالقوات البحرية الفرنسية سابقاً: لم أسمع أبداً عن عملية سرية تخزن أسلحتها في فندق، كيف خزنوا أسلحة بهذا الكم تكفي لتسليح أكثر من ثلاثة آلاف فرد في فندق عام؟ هذا مستحيل، ثم كيف يقود الهجوم 40 شخصاً «فرنسياً» يعاونهم 3000 شخص تشادي؟، كيف سيتواصلون؟.

كيف عرفتم قدراتهم العسكرية؟، كيف ربطتم معاً خطتكم؟، ثم كيف عرفت حجم التمويل اللازم للعملية؟، هذه العملية تحتاج إلى ميزانية وإدارة للميزانية ليست بالسهلة، وكيف اتصل بك جاك شيراك وأنت في عملية سرية في مكان سري، تجهز لاقتحام سري؟

هذا أمر غير معقول، ما قاله بول باريل من أوله لآخره لا يرقى لمستوى سيناريو فيلم أكشن، ثم بعد التجهيز والتنفيذ والبحث والتحري وكل هذا خرج الشيخ خليفة بن حمد ليقول له لا.. لا أريد قتلى؟!، ألم يسأل باريل في البداية؟، انتظر شهوراً وأنفق ملايين الدولارات 20 مليون دولار- ثم بعد ذلك سأل كم سيكون عدد القتلى؟، هذا حديث عبثي لا يمكن أن يقوله شخص كان عسكرياً يوماً ما.

Email