هجين.. رحلة الهروب من الموت إلى الحياة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الفرار من الموت لا يضاهيه فرار، هو حالة البحث عن الحياة مهما كلف الأمر، وقد يلقى الهارب في بعض الأحيان حتفه في الهروب، حين يتعلق الأمر بتنظيم داعش الإرهابي، ففي كل مرة يموت الهاربون على طريق النجاة وهم يعلمون ذلك، إلا أن لحظة اليأس لا يمكن أن تطاق فهي موت بشكل آخر.

قصص الموت والحياة تتساوى في شرقي الفرات، فلا كاميرات تسلط الضوء على المأساة، ولا أقلام تعرف هذه الأرض، وهي في أقصى الشرق السوري في عمق الصحراء.

300 شخص فروا في هزيع الليل من منطقة هجين والسوسة مستغلين الاشتباكات بين تنظيم داعش وقوات سوريا الديمقراطية التي اقتحمت مناطق الإرهاب، وسط هذه اللحظات قررت عدة عائلات ربما كانت تنتظر هذه اللحظة ومستعدة لها، قررت الهرب من مناطق داعش، وبالفعل تم ذلك وتحقق الهروب بينما تركوا وراءهم مقابر الماضي بكل أشكاله، تركوا بيوتهم وذكرياتهم تحترق في بيوت فخّخها التنظيم.

رواية الهرب أشبه بالخيال؛ يرويها الهاربون وهم ينعمون بحياة جديدة كتبت لهم بعد أن ظنوا أن مناطقهم ستكون مقبرة الأجساد والذكريات معاً، ومهما كانت الظروف التي يعيشها هؤلاء الهاربون في وسط الصحراء بالمخيمات، إلا أنها وحسب قولهم تبقى حياة فيها من الأمل ما يستحق الحياة.

تروي مريم حسون لـ«البيان» وهي إحدى النساء الهاربات من الموت، ساعات الخوف والقلق حين خرجوا من مدينتهم هجين وتقول؛ كان الخيار هناك إما الموت أو الموت، كنا دائما نفكر كيف نموت تحت الأنقاض أم بصواريخ الطائرات أم بطريقة أخرى، ربما لا تسعفنا ذاكرتنا لمعرفتها حين يباغتنا الموت.

وتقول مريم حين دخلت قوات سوريا الديمقراطية إلى هجين، ووقعت الاشتباكات كان القرار لما يقارب 300 شخص من عدة مناطق هو الهروب مهما كانت النتيجة، وتم اختيار الطرق ، إلا أن مقاتلي داعش شعروا أن عدداً من المدنيين هربوا وسارعوا إلى إطلاق النار بالأسلحة المتوسطة. ورغم محاولات "داعش" المستمينة لاعادتهم او قلتهم ولكن الحظ حالفهم وتمكنوا من النجاة.

Email