«غرفة نهاد».. بقيت صورة كلينتون وتبخّر وعده بلقاء والدها

ت + ت - الحجم الطبيعي

كانت نهاد زقوت في الثانية عشرة من عمرها، يوم 14 ديسمبر عام 1998، حين قال لها الرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون، خلال زيارته إلى فلسطين:«أعدك بأنك ستلتقين أباك، وستفرحين معه في العيد»، حيث كان يقضي والدها محمـد زقوت، حكماً بالسجن المؤبد آنذاك.

لكن خيبة أمل لحقت بالطفلة نهاد، لأن رئيس أكبر دولة في العالم، تلاعب بمشاعرها، ولم يفِ بوعده، ما أفقدها الثقة بالعالم أجمع.

عندما تلقّت نهاد، الوعد من كلينتون، أخذت تزيّن غرف منزلها في مخيم جباليا بقطاع غزة، وألصقت في غرفة نومها، صورة كبيرة للرئيس كلينتون، لكي تتحدث معه في كل ليلة، عن حلمها بلقاء والدها، وعندما طالت فترة الانتظار، ولم يخرج والدها الأسير، أصبحت تناجي صور الرئيس الأميركي في يقظتها وغفلتها، وتقول له: «أرجو ألا تخدعني».

خيبة أمل

عندما كانت نهاد تلتقي مع صديقاتها في المدرسة، تحدّثهن عما ستفعله في إجازة العيد برفقة والدها، وتقول لهن إنها ستذهب مع والدها حين يخرج من السجن، لشراء ملابس جديدة للعيد، وتقضي أول يوم معه في الملاهي والحدائق، وزيارة الأقارب. وتضيف «لكن كلينتون خذلني أمام صديقاتي، وأوقد داخلي نار الغيرة منهن، فهن قضين العيد برفقة آبائهن». وتتابع: «لم يكن كلينتون عادلاً معي، بل أحبط مشاعري».

ومنذ لقائها بيل كلينتون، حرصت نهاد على رعاية الزهور في فناء منزلها، إلى أن تفتّحت، على أمل أن تستقبل والدها بورود تقطفها له فور دخوله المنزل، لكن ذلك لم يحدث.

لم يخرج والد نهاد على إثر «وعد كلينتون»، لكنه تنسّم الحرية بعد الوعد بـ 14 عاماً، في صفقة تبادل الأسرى عام 2012، وبعد أن احتاجت نهاد لطبيب نفسي، لإخراجها من حالة الاكتئاب التي حلّت بها.

الأسرى خط أحمر

في هذه الأيام، تعود الضغوط الأميركية والإسرائيلية مجدداً، للمس بالأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم، من خلال محاولات إلصاق تهمة «الإرهاب» بعملهم النضالي، وحرمانهم من مخصصاتهم المالية، الأمر الذي رفضته القيادة الفلسطينية، إذ ردّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بأنه لو لم يبقَ في الخزينة الفلسطينية سوى «قرش» واحد، لتم دفعه لعائلات الأسرى والشهداء.

ولطالما اعتبرت القيادة الفلسطينية، قضية الأسرى خطاً أحمر، لأن ما قدمه هؤلاء من تضحيات، لقضيتهم العادلة، لا يمكن أن يتنكر له أحد، ومن هنا، يعتبر الفلسطينيون كل ما يثار للنيل من حقوق الأسرى، عاصفة في فنجان، ويتمسّكون على الدوام، بأن قضيتهم ستبقى محط إجماع للكل الفلسطيني.

Email