قطر تسعى لفرض سيادتها على غزة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواصل قطر مساعيها على مدار الساعة لفرض قراراتها على قطاع غزة، من خلال تمويلها بقاء حركة حماس على سدة الحكم في القطاع، وصولاً مؤخراً لنقل سيادتها لغزة من خلال توجّه لإقامة مطار في غزة، بعد إفشالها المصالحة الفلسطينية.

وفشلت المصالحة في جولتها الأخيرة، بعد تعنت «حماس» ورفضها تمكين الحكومة الفلسطينية حسبما طالب الرئيس محمود عباس، ويرجع هذا التعنت حسبما يرى المحلل السياسي رجب أبو سرية، إلى التسخين الذي حصل على جبهة غزة واستمر ثلاثة أيام انتهت باستقالة وزير الحرب الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، وضخ الأموال القطرية لـ«حماس» عبر إسرائيل. وأكد أن قطر لا تنظر بعين الرضا للرعاية المصرية لإنهاء ملف الانقسام.

وأشار أبو سرية إلى أن قطر تعتمد على الجانب الإسرائيلي، بإدخال الأموال إلى غزة، عبر معبر بيت حانون من خلال «البنكنوت النقدي» في الحقائب وليس عبر البنوك المراقبة من سلطة النقد الفلسطينية، ولا حتى معبر رفح بمعرفة مصر.

مشيراً إلى أن الإبقاء على حكم «حماس» لغزة، يبقي إسرائيل خارج الضغط، ويبقي على أمل ولوج صفقة ترامب للبوابة الفلسطينية قائماً، ويبقي أيضاً على أمل قطر الاستمرار في مداعبة حلم الدور الإقليمي بعد كل ما تعرض له من إخفاقات نتيجة فشل ربيعها العربي.

وأضاف: «المناداة بإطلاق الحراك الشعبي باتت في محلها، حيث لا بد من إسقاط نظام الانقسام، لأن الشعب يريد إسقاط الانقسام، في ربيع شعبي فلسطيني حقيقي، وبالضد من إرادة قطر وإسرائيل وحماس معاً».

إشراف قطري

وقدم السفير القطري محمد العمادي مشروعاً جديداً يقضي بإقامة مطار في غزة، تحت إشراف إداري وأمني قطري، كشف عنه خلال زيارته الأخيرة للقطاع. وقال إن قطر طلبت من الجانب الإسرائيلي بناء مطار في غزة يعمل مبدئياً تحت إشراف الدوحة، بحيث تقلع الطائرات وتذهب للدوحة ومنها إلى أية بقعة في العالم، ومن الدوحة تأتي إلى غزة.

ورفض عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. أحمد مجدلاني، التدخل في الشأن الفلسطيني من أي طرف كان، معتبراً مشروع العمادي اعتداء على السيادة الفلسطينية. وقال: «التدخل القطري من شأنه أن يعمق الانقسام، والانتقال به إلى مربع الانفصال، وعليهم مراجعة هذه السياسة الضارة، والتي تترك أثراً عميقاً في الشأن الداخلي الفلسطيني، وهي مرفوضة».

وأكد أن منظمة التحرير من سياستها عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي طرف كان، وبالتالي أي تدخل بهذه الطريقة الفظة، يشجع «حماس» على رفض المصالحة، والانخراط في صفقة القرن.

تدخّل مشبوه

وأضاف: «نحن ضد التدخل القطري في غزة، ونعد تدخل العمادي مشبوهاً، حيث جاء في البداية كمندوب مشاريع إعمارية، والآن يتحدث عن مشاريع سياسية بإيعاز أميركي، ليتضح دوره بشكل أساسي كداعم لمشروع دويلة في غزة».

واعتبرت حركة فتح تصريحات العمادي تدخلاً في الشأن الفلسطيني. وقال مسؤول الإعلام في جهاز التعبئة والتنظيم في الحركة منير الجاغوب، إن التدخل القطري يعزز الانقسام، ويساعد على تطبيق صفقة القرن.

كيان منفصل

هاجم أمين سر هيئة العمل الوطني محمود الزق، مندوب النظام القطري محمد العمادي، وتصريحاته الخاصة بطلب الدوحة إنشاء مطار في غزة بإشراف قطري- إسرائيلي. وأكد أن قطر تسعى لتشكيل كيان سياسي مستقل منفصل في غزة، وتوفير بدائل عن منظمة التحرير، لافتاً إلى أن الهدف من ذلك تمرير الصفقات والمخططات الأميركية والإسرائيلية.

Email