وفد الشرعية يطالب بانسحاب كامل للميليشيا من الحديدة

اتفاق على تبادل الأسرى مع انطلاق مشاورات السويد

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلقت في السويد، أمس، محادثات بين وفدي الحكومة اليمنية الشرعية والميليشيا الحوثية، التي اعتبرها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث «فرصة شديدة الأهمية» مع الاتفاق على إطلاق سراح آلاف الأسرى، فيما وصفه المبعوث الأممي بأنه بداية مبشرة، في وقت طالبت الحكومة اليمنية بانسحاب كامل للميليشيا من ميناء الحديدة، بينما لوّح الحوثيون بإغلاق مطار صنعاء أمام طائرات الأمم المتحدة في حال عدم فتحه أمام الطيران المدني.

وقال غريفيث عند افتتاح المحادثات: «في الأيام المقبلة، ستكون أمامنا فرصة شديدة الأهمية لإعطاء زخم لعملية السلام»، مضيفاً: «هناك طريقة لحل النزاع»، والمجتمع الدولي «موحد» في دعمه لإيجاد تسوية للصراع.

وأضاف: «سيتحقق ذلك إذا وجدت الإرادة». وذكر غريفيث أن هذه المحادثات بمثابة «مشاورات. نحن لم نبدأ بعد عملية المفاوضات»، وقال: «لا أريد أن أكون شديد التفاؤل، لكن أريد أن أكون طموحاً جداً».

وأعلن أن تبادل الأسرى الذي اتفق عليه الطرفان في بداية المحادثات سيسمح بلمّ شمل آلاف الأسر. وأفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن خمسة آلاف أسير على الأقل سيفرج عنهم.

وتابع أن «اجتماع الأطراف اليمنية هنا أمر مهم جداً، لا سيما للشعب اليمني»، مضيفاً: «يسرني اليوم أن أعلن عن توقيع اتفاق بشأن تبادل الأسرى والمعتقلين».

وأعرب غريفيث عن أمله بالتوصل خلال الأيام المقبلة إلى اتفاق، وأضاف قائلاً: «كل المشاكل لن تحل إلا بالإصغاء لكل الأصوات اليمنية».

وأشار إلى أن المحادثات ستتطرق إلى خفض العنف وإيصال المساعدات الإنسانية، مؤكداً أن هناك إجماعاً كبيراً على الحاجة الملحة لحل الأزمة اليمنية.

وقال غريفيث إنهم يسعون إلى التوصل لاتفاقية سلام تشمل المرجعيات الثلاث، مضيفاً: «ندرك أن هناك قرارات صعبة اتخذت من الأطراف لحضور المشاورات، ونشكر التحالف على دعمه للمشاورات».

واجتمع وفدا الحكومة والميليشيا في قاعة واحدة بوجود المبعوث الأممي وعدد من السفراء. ومن المقرر بدء المشاورات بين الطرفين في مقر وجودهم بقلعة يوهانسبرغ، حيث ستقام المشاورات بين الوفدين بشكل منفرد (دون لقاء مباشر)، وسيدير المشاورات غريفيث.

وكان انعقاد المؤتمر تعثر في البداية بعد أن اعترضت الحكومة على زيادة الميليشيا الحوثية لعدد أعضاء وفدها. وقال مصدر من الوفد الحكومي إن المبعوث الأممي استبعد جميع الأعضاء الذي أضافهم الحوثيون بشكل غير رسمي. وترأس الجلسة المبعوث الأممي مارتن غريفيث، ووزيرة خارجية السويد مارجو إليزابيث والستروم.

وتجري المباحثات قرب ريمبو في مركز المؤتمرات في قصر يوهانسبرغ على بعد 60 كيلومتراً شمال ستوكهولم. وقد فرضت الشرطة طوقاً أمنياً حول الموقع. وذكر مصدر في الأمم المتحدة أن المحادثات ستستمر أسبوعاً.

وأكد وفد الحكومة أن مبدأ نجاح هذه المشاورات هو تحقيق المرجعيات الثلاث المتمثّلة بالمبادرة الخليجية والقرار الأممي 2216 ومخرجات الحوار الوطني.

وشدّد وزير الخارجية اليمني خالد اليماني الذي يرأس وفد الشرعية إلى المحادثات، على ضرورة انسحاب الميليشيا الحوثية من الحديدة ومينائها الرئيس. وأضاف: «يجب على الميليشيا الحوثية الانسحاب بسرعة من مدينة الحديدة ومينائها وتسليمها إلى الحكومة الشرعية وخاصة إلى القوات التابعة للأمن الداخلي». وقال مصدر في وفد الشرعية إنّ الرئيس عبدربّه منصور هادي يريد الحصول على خرائط الألغام التي زرعها الحوثيون في اليمن. وقالت مصادر في الجانبين إنّهما سيطالبان بوقف لإطلاق النار، على أن يبدأ الطرف الآخر به.

وهددت الميليشيا بإغلاق مطار صنعاء أمام طائرات الأمم المتحدة في حال عدم فتحه أمام الطيران المدني.

اتهام

إلى ذلك، اتهم وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني المبعوث بالانحياز للحوثيين. وقال في تغريدة على «تويتر»: خاطبنا عبر الوفد الحكومي المشارك بالمفاوضات مكتب المبعوث الأممي الخاص لليمن السيد غريفيث بضرورة إشراك وسائل الإعلام الرسمي ووكالة الإنباء اليمنية سبأ ونخبة من الصحافيين البارزين لتغطية المشاورات.

وأضاف في تغريدة أخرى: ‏‏‏أبلغنا بشكل رسمي بعدم قبول طلبنا من المبعوث الأممي بحجة منع أي زيادة في عدد وفد الشرعية المكون من 12 ممثلاً و5 من السكرتارية، لنفاجأ بأن وفد ‎الميليشيا الحوثية وصل العاصمة السويدية بأكثر من 42 منهم الإعلاميين وفي طائرة المبعوث الدولي ذاتها. واختتم تغريداته ‏قائلاً: انشر هذا التوضيح للرأي العام وزملائي العاملين في قنوات الإعلام الرسمي وتحالف دعم الشرعية، وأدعو مكتب المبعوث الخاص لليمن بسرعة تدارك هذا الخطأ الفادح الذي يظهر انحيازاً واضحاً للحوثيين ويتعارض مع مرجعيات الحل السياسي ويخل بالجهود الرامية لإنجاح المشاورات.

استعداد

أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، أنها مستعدة للعب دور في تبادل الأسرى باليمن وعبّرت عن أملها في أن يبني اتفاق تبادل الأسرى الثقة من أجل التوصل لحل سياسي. وقال فابريتسيو كاربوني مدير اللجنة لمنطقة الشرق الأوسط في بيان: «سُئلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن تلعب دورها وسيطاً محايداً وتقدم الدعم الفني.. وسيكون من الأهمية البالغة أن تتحقق من رغبة كل محتجز في أن يكون جزءاً من العملية». جنيف - رويترز

Email