تونس.. انتشار يثير الوسوسة لحبوب الهلوسة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الكشف عن محاولات لتهريب كميات كبيرة من الحبوب المخدرة أثار المخاوف والوساوس لدى السلطات التونسية من أن يتم استغلالها في تحريك الشارع خلال الأيام والأسابيع المقبلة، في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها البلاد. وأخيراً، جرى حجز كمية من مخدر «الفلاكا» بميناء حلق الوادي الشمالي كانت على متن شاحنة لنقل الأمتعة، حسبما يؤكد العميد هيثم الزناد، الناطق الرسمي للجمارك التونسية، الذي أضاف أنه تم حجز مخدر الفلاكا داخل ثلاجة كانت على متن الشاحنة، إضافة إلى حجز 11295 حبة مخدرة (الاكستازي)، مشيراً إلى أن متعاطي «الفلاكا» يدخل في حالة غير طبيعية ويقوم بأعمال لا إرادية، وقد يصل المستهلك إلى حد ارتكاب جرائم أو الإقدام على الانتحار. وتمكن أعوان الديوانة بعد نصب كمين مع صاحب الشاحنة من إلقاء القبض على شخصين في سوسة (وسط شرق تونس) وطرف آخر في حمام بورقيبة (شمال).

وبحسب المعهد الأميركي المعني بدراسة المخدرات، فإن الفلاكا تأخذ شكل حبيبات بيضاء ذات رائحة كريهة، وهي لا يمكن أن تؤكل أو تستنشق أو تحقن أو يتم تعاطيها عن طريق السجائر الإلكترونية، وهي تسبب عند تعاطيها حالة من الهذيان ترتبط بالبارانويا والهلوسة الشديدة، التي قد تؤدي إلى ممارسة العنف الشديد، وحتى إلى أكل لحوم البشر بعد أن تحول مستهلكها إلى حالة الجثث المتحركة (زومبي).

انقطاع وارتفاع

ويقول النائب الصحبي بن فرج، عضو كتلة الائتلاف الوطني الداعمة لرئيس الحكومة يوسف الشاهد، في تدوينة على «تويتر»: «مصادري الشخصية في بؤر التوتر المُحتملة رصدت منذ شهر تقريباً إشارة لا يفقه سرّها سوى أهل الذكر وسادة الميدان.. انقطاع المخدّرات الخفيفة من الأسواق وارتفاع ثمنها مقابل تدهور في الجودة.. المصادر نفسها توقعت أن هذه المرحلة تسبق عادة مرحلة انتشار حبوب الهلوسة وهذا ما حصل فعلاً، بما أن مصالح الجمارك حجزت خلال الأسبوع الماضي أكثر من 50 ألف حبة استكازي منها 8000 حبة من نوع الفلاكا شديدة الخطورة».

وتابع بن فرج: «كلنا يعلم مدى تأثير هذه الحبوب وما تُوفّره للموزّعين من تحكم وسيطرة على المستهلكين.. يقول العارفون بالميدان إن انتشار الحرابش مقابل انقطاع الزطلة (إضافة إلى مؤشرات أخرى) يعني أن شيئاً ما بصدد التحضير».

وضع صعب

ويشير مراقبون إلى أن الحبوب المخدرة ذات المفعول الخطر بدأت تنتشر في عدد من المناطق والأحياء الشعبية التونسية، وهو ما يثير قلق الجهات الحكومية، خصوصاً أن مستهلكيها يفقدون القدرة على التحكم بالنفس ويتجهون للتخريب وممارسة كل أشكال العنف والجريمة، ويندفعون إلى ذلك من دون خوف من من نتائج أفعالهم، وهو ما سبق أن لوحظ في عدد من دول ما يسمي بـ«الربيع العربي».

ويرى المحلل السياسي التونسي منذر ثابت أن الوضع الحالي في تونس صعب وينذر باحتجاجات شعبية بسبب الاحتقان السياسي والأزمة المالية والاقتصادية وتراجع المقدرة الشرائية إلى حد غير مسبوق، مع ارتفاع منسوب التضخم وانزلاق العملة المحلية وارتفاع الأسعار، وهناك مخاوف حقيقية من أن يتم استعمال حبوب الهلوسة في تأجيج الاحتجاجات التي عادة ما يندفع إليها الشباب العاطل عن العمل، وغير القابل للتأطير، فيتم الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وعلى رجال الأمن.

Email