تميم يقود محاولة لمصالحة «النهضة» و«النداء»

محاولات قطرية لإنقاذ «إخوان تونس»

ت + ت - الحجم الطبيعي

اندفع النظام القطري مرة أخرى إلى التدخل في الشأن الداخلي التونسي، بهدف إنقاذ حزب حركة النهضة الإخواني من الأزمة المتفاقمة التي يمر بها، بعد الكشف عن وثائق تؤكد تورط جهازه السري في تنفيذ الاغتيالات السياسية والتجسّس على مؤسسات الدولة، والتنصت على الشخصيات السياسية والإعلامية والثقافية، واستقطاب الخارجين عن القانون والبطلجية في تنفيذ الأعمال التخريبية والتصدي للاحتجاجات الاجتماعية.

وقال ناجي الزعيري رئيس تحرير إذاعة «موزاييك»، إن أمير قطر تميم بن حمد يقود حاليا عملية مصالحة بين الحزب الإخواني وحركة نداء تونس بعد القطيعة بينهما، كاشفاً عن أنّ تميم استقبل خلال الأيام الماضية راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، وحافظ قائد السبسي المدير التنفيذي لحركة نداء تونس، لتقريب وجهات النظر بينهما، في ظل التدخل القطري في الشأن التونسي منذ العام 2011.

ويشير مراقبون إلى أنّ النظام القطري سارع للقيام بهذه الخطوة، بعد القطيعة بين الرئيس الباجي قائد السبسي وراشد الغنوشي، وطي صفحة التوافق بينهما، وكذلك بعد عرض قضية الجهاز السري لجماعة الإخوان على مجلس الأمن القومي التونسي، وظهور وثائق وأدلة تفضح ممارسة هذا الجهاز وعلى رأسه الغنوشي، إلى جانب 35 قيادياً آخر من حركة النهضة، وإعلان السبسي تلقيه تهديدات مباشرة من قبل حركة النهضة المعروفة بدورانها في فلك قطر وتركيا.

فضح دور

ووفق محللين تونسيين، فإنّ الكشف عن جهاز سري إخواني متورّط في الأعمال الإرهابية في تونس، من شأنه أن يفضح الدور القطري في تمويل ودعم هذا الجهاز والواقفين وراءه، وعلى رأسهم راشد الغنوشي، وفق ما جاء على لسان نزار السنوسي عضو هيئة الدفاع عن المعارضين السياسيين الراحلين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، والذي أكد أنّ الغنوشي هو رئيس الجهاز الخاص والسري للحركة، وأنّ رضا الباروني هو حلقة الربط بين مصطفى خضر وبقية أعضاء هذا الجهاز، مشيراً إلى وجود أسماء أخرى.

ويشير المحللون إلى أنّ الجهاز السري متورط في ملفات عدة، من بينها استقطاب وتجنيد وتسفير آلاف التونسيين إلى بؤر التوتر وساحات القتال في دول عدة منها سوريا وليبيا بتمويلات قطرية، وهو ما سيمثل إحراجاً للنظام القطري، الذي لا يترك مناسبة دون أن يحاول فيها التنصل من تورطه في دعم الإرهاب.

تورّط

وقال الناطق الرسمي باسم ائتلاف الجبهة الشعبية اليساري المعارض، حمة الهمامي، أمس، إنّ حركة النهضة متورطة بالكامل في قضية الجهاز السري، وإن الجبهة ستظل يقظة وستراقب مصير الملف المتعلق بالجهاز السري لحركة النهضة وستحافظ على موقعها المستقل حتى لا يتم توظيف هذه القضية ضمن الصراعات السياسية القائمة.

وأكد الهمامي، أنّ حركة النهضة لا تملك إجابات أو توضيحات بشأن الجهاز السري، مبينا أن هناك ملفاً آخر ستضطر حركة النهضة للإجابة عنه عاجلاً أم آجلاً يتعلق بتسفير الشباب إلى بؤر التوتر، وفق تعبيره. وأضاف أن هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي لم تتوجه بهذا الملف إلى مؤسسة رئاسة الجمهورية فحسب، بل إلى كل الأطراف المعنية، لا سيّما وأنه يحتوي على وثائق ومعطيات تهم الأمن التونسي والأحزاب السياسية والسياسة الخارجية للبلاد، على حد قوله.

خسارة أوراق

شدّد مراقبون على أنّ أن قطر التي خسرت أغلب أوراقها في المنطقة، لا تزال تراهن على حركة النهضة في السيطرة على القرار التونسي واختراق دول المغرب العربي من خلال مشروع إخواني يواجه رفضاً شعبياً متزايداً، ولذلك اتجهت للتدخل لصالحها، في محاولة لإعادة جسور التواصل بين الحركة الإخوانية والرئيس السبسي وحركة نداء تونس التي كان وراء تأسيسها في العام 2012، من أجل إحداث توازن مع الإسلام السياسي الذي كان آنذاك قد بدأ التغلغل في البلاد من خلال منظومة حكم الترويكا.

Email