تقارير البيان

التضامن مع فلسطين ثقافة راسخة لدى الشعب الأيرلندي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تضامُن الأيرلنديين مع الشعب الفلسطيني ليس حديث العهد أو وليد مناسبة بعينها. ثمّة الكثير من التجلّيات والتعبيرات لهذا التضامن الذي يعود لعشرات السنين، وقد يكون دور بريطانيا في إنشاء إسرائيل سبباً رئيسياً في تضامن الأيرلنديين الذين ناضلوا كثيراً في سبيل الفكاك من السيطرة البريطانية.

في الأشهر الأخيرة برزت نشاطات تضامنية تجلّت في المقاطعة التجارية والأكاديمية، وفي مواقف رمزية مهمّة كرفع العلم الفلسطيني فوق مبنى بلدية العاصمة دبلن بمناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية، ورفعه كذلك فوق قمّة جبل بلاك الشهير في بلفاست، وأحياناً على مباني مدارس، فضلاً عن تنظيم المتضامنين الأيرلنديين تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في عديد المناسبات.

فيما حضرت القضية الفلسطينية تحت قبّة البرلمان الأيرلندي أكثر من مرة من زاوية تضامنية، بما في ذلك الدعوة لرفع الحصار عن غزة. وإذا كانت هناك في أوساط بعض السياسيين أصوات مؤيّدة لبريطانيا وبالتالي تدافع عن إسرائيل، فإنها تبدو خافتة أمام الصوت الداعم لنضال الشعب الفلسطيني.

الأسبوع الأخير كان لافتاً في أيرلندا، إذ صوّت مجلس الشيوخ، بغالبية كبيرة، لصالح مشروع قانون مقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية الذي يفرض غرامة مالية أو عقوبة السجن على كل من يمارس نشاطاً تجارياً مع المستوطنات.

وبمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يصادف الـ30 من أكتوبر كل عام، ذكرى تقسيم فلسطين، شهدت أيرلندا، ولا سيما عاصمتها دبلن، عدداً من الفعاليات التضامنية.

مؤسسة التضامن

وبعد أن أحيت بلدية العاصمة هذه المناسبة باحتفال تخلّلته فعاليات متنوّعة، أقامت مؤسسة التضامن الأيرلندي الفلسطيني حفلاً حضره وفد من السفارة الفلسطينية في أيرلندا، وحشد من الأوساط الثقافية ومؤسسات المجتمع المدني وبرلمانيون وأعضاء من بلدية دبلن، وجمهور من المتضامنين.

وألقت رئيسة المؤسسة فاتن التميمي كلمة أرسلت من خلالها رسائل التضامن مع أهالي الشهداء والأسرى، ونوّهت بصمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال والاستيطان والجدار وهدم البيوت، والاعتقالات المستمرة، وبخاصة الأطفال، وحصار قطاع غزه، إضافة للقوانين العنصرية.

حملات المقاطعة

التميمي أكدت كذلك التزام مؤسسة التضامن الأيرلندي الفلسطيني بالعمل على تكثيف حملات المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل، حتى تصبح أيرلندا ضمن حملة «منطقة خالية من الفصل العنصري الإسرائيلي».

التميمي التي أشادت بالمواقف الأيرلندية الداعمة لنضال الشعب الفلسطيني، هنّأت السيناتور فرانسيس بلاك والشعب الأيرلندي على تمرير الجولة الثانية من مشروع مقاطعة بضائع المستوطنات في مجلس الشيوخ، وطالبت بالاستمرار في الضغط على البرلمانيين وممثلي الأحزاب السياسية الأيرلندية حتى تمرير الجولة الثالثة، ومن ثم إقراره في البرلمان ليصبح قانوناً تلتزم به أيرلندا، على أمل أن تتبعها دول أوروبية أخرى.

فن وثقافة

الاحتفال شهد أيضاً معرض صور للمصوّر الفلسطيني محمد العزة من مركز لاجئ في مخيم عايدة القريب من بيت لحم، وفقرات موسيقية وشعرية، وعروضاً للدبكة الشعبية الفلسطينية، وأكلات فلسطينية، ورسائل شكر من فلسطين لأيرلندا.

Email