في غزة.. حضرت الشهادات وغاب أصحابها

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقدموا الصفوف، وساروا بثبات ناحية المنصة لاستلام شهادات التخرج، لكنهم مع كل خطوة كانوا يمشونها كانت تنزل دمعة حزن من أعينهم، والقلب يعتصر لألم الفراق على أحبتهم الذين أرسلوا إنجازاتهم وعزهم لذويهم قبل عودتهم إلى بيوتهم.

بألم وحزن ممزوج بفخر وعزة وهم يتسلمون شهادات أبنائهم الخريجين، رغم وقوف الحضور وعلو التصفيق تحية وإكراماً للأسرى وأهاليهم.

«شعرت بفرحة لا توصف» هكذا قالت نجاة الأغا والدة الأسير ضياء، الذي تخرج في جامعة الأقصى، واستلمت شهادته الجامعية في حفل نظمته حركة فتح على شرف نجلها الأسير، الذي حصل على شهادة جامعية إضافة لحصوله على شهادات أخرى من جامعة النجاح والقدس، فجميعها شهادات وصلتها دون عودة نجلها حتى الآن.

وتضيف: «فرحتي بأن ابني لم تقيده سنوات سجنه ولم تضيع لحظات حياته هباء منثوراً، وهنا شعرت أن السجن للأبطال والمثقفين والمتعلمين، وحصلت على تكريم من جامعة الأزهر لنجلي الثاني قبل أسبوع».

تميزت الأغا بتخرج ابنيها الاثنين من الجامعات في العام نفسه، فنجلها الأول محمد خرج من السجن قبل فترة قصيرة بعد 12 عاماً من الأسر، والتحق في الجامعة خلال وجوده في السجن، وحصل على شهادته خارج الأسر برفقة والدته.

وتمنت الأغا أن يمد الله في صحتها لتعانق ابنها ضياء المحكوم مدى الحياة، بتهمة تنفيذ عملية قتل ضابط إسرائيلي في خانيونس، حيث رفضت إسرائيل الإفراج عنه ضمن الدفعة الرابعة للأسرى، الذين وُضعت أسماؤهم للإفراج بعد اتفاق أوسلو.

أما رجب بركة ( 50 عاماً)، وهو أحد الأسرى المحررين الذين حصلوا على شهادات خلال الحفل، فقد حصد نجاحه بعد اعتقاله داخل السجون 10 سنوات، والتحق في الدراسة الجامعية خلال وجوده داخل السجون، واستلم شهادته بعد التحرر.

بركة تخرج قبل شهر واحد في الجامعة بتخصص تاريخ من جامعة الأقصى بغزة، وتحرر من السجون مطلع العام الجاري.

ووصف بركة الدراسة الجامعية داخل السجون بالصعبة، لعدم توفر الكتب دائماً في السجون، ويتم تهريب بعضها للأسرى من أجل إكمال دراستهم.

ويتحدث عن تفاصيل الدراسة الجامعية داخل السجون قائلاً: «كنا نتلقى محاضرتين يومياً بواقع ساعة ونصف لكل محاضرة، من خلال محاضرين وأساتذة جامعيين يتواجدون معنا وعليهم أحكام طويلة بعد تعاقدهم مع الجامعات، وأغلبهم يحمل درجة الماجستير والدكتوراه».

مشيراً إلى وجود الكثير من النواقص الخاصة بالطالب الجامعي داخل السجون مثل الكتب والقرطاسية، حتى وصل بهم الحال في بعض الأحيان لتهريب هواتف نقالة، والاتصال بذويهم ونسخ الكتب عبر الهاتف.

وأكد أن هناك إقبالاً كبيراً من الأسرى داخل سجون الاحتلال على الالتحاق بالدراسة الجامعية، وتحويل مقابر الأحياء إلى مدارس وجامعات.

وتحدث بركة عن زميله الأسير سعيد أبو عودة، الذي دخل السجون حاملاً شهادة سادس ابتدائي، وتمكن من الحصول على كل الشهادات داخل السجون، وكان اسمه من الأوائل خلال التخرج الجامعي.

وتم تكريم 61 أسيراً منهم خمسة فُك قيدهم مطلع الشهرين الماضيين، بعد تخرجهم في جامعات الوطن، وحصلوا على امتيازات ضمن الخطوات التي أقدم عليها الأسرى في إضراب الكرامة ومعركة الأمعاء الخاوية.

Email