تقارير «البيان»

مماطلات ميليشيا إيران في مواجهة مسار السلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

في انتظار تمكن المبعوث الدولي الخاص باليمن مارتن غريفيث من وضع حد لمماطلة الميليشيا والقبول بمقترحاته الخاصة بميناء الحديدة أبدت الحكومة الشرعية استعدادها الكامل لإنجاح مهمة المبعوث ومشاورات السلام التي ينتظر أن تبدأ في السويد الأسبوع الأول من ديسمبر المقبل.

وبعد لقاءات عقدها المبعوث الدولي مع زعيم الميليشيا الحوثية وقيادات في الجماعة لم يتمكن الرجل من إقناع هذه الميليشيا من القبول بخطته الأصلية التي تنص على الانسحاب من ميناء الحديدة وتسليمه للإدارة التي كانت فيه قبل الانقلاب مع وجود ممثلين عن الأمم المتحدة في الميناء للإشراف على عائدات الميناء.

وفيما عاد المبعوث خائبا من تعنت ومماطلة المليشيا في إنقاذ ميناء الحديدة من الدمار ذهب إلى الرياض للقاء قيادة الشرعية التي جددت حرصها وتأكيدها على إنجاح مهمته وفِي سبيل ذلك قدمت وتقدم التنازلات استشعارا لمسؤوليتها تجاه شعبها الذي يعاني من تداعيات الانقلاب وبطش الميليشيا ولكنها في الوقت ذاته نبهت المبعوث الدولي إلى أن إصرار الميليشيا على الانسحاب من ميناء الحديدة وتسليمه للأمم المتحدة فقط هو انتقاص للسيادة ويخالف قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216.

ولأن الشرعية والتحالف ومعهما المجتمع الدولي يقدران حجم المأساة التي يواجهها الملايين من اليمنيين بسبب الحرب التي سببها الانقلابيون فقد واصلا دعم مهمة المبعوث الدولي وتوفير متطلبات نجاح مهمته حيث تم القبول بتهدئة إنسانية داخل مدينة الحديدة كما سارعت إلى تغطية الفجوة الغذائية التي تحتاجها منظمات الإغاثة لإيصال المساعدات لملايين اليمنيين ومازالت تأمل أن تنجح الجهود الدبلوماسية في إقناع ميليشيا ايران بالقدوم إلى طاولة المشاورات في استوكهولم في الرابع من ديسمبر المقبل.

وإدراكاً من الشرعية والتحالف أن الميليشيا لا تعرف إلا القوة ولن تقبل بإنجاح مهمة المبعوث الدولي إلا إذا شعرت بقرب هزيمتها فان إقناعها بالقبول بخطة الانسحاب من ميناء الحديدة احتاجت خمسة اشهر من العمل العسكري وكان آخرها العملية المفاجئة داخل مدينة الحديدة والوصول الى مسافة 4 كيلو متر من ميناء الحديدة وهي العملية التي أجبرت المليشيا على الاستنجاد بالمبعوث الدولي لإنقاذها من هزيمة محققة.

وبما أن قرار الميليشيا بيد طهران وهم أداة لتحقيق أهدافها وابتزاز دول الإقليم والعالم فان نجاح الجولة المقبلة من المشاورات مرتبط بمدى الضغط الذي سيمارسه العالم على حكام ايران لإبلاغ أدواتهم في اليمن أن الاستمرار في المقامرة غير مجد وان استكمال تحرير مدينة وميناء الحديدة لم يعد بعيدا وان قبولها بالحل السياسي سيجنبها هزيمة منكرة وسينقل المعركة إلى العاصمة صنعاء.

وفِي انتظار الأسبوع المتبقي على الموعد المقترح لبدء المشاورات في جزيرة تبعد نحو ساعة عن مدينة استوكهولم السويدية لا يبدو أن الميليشيا قد استوعبت درس أن اليمنيين لا يمكن أن يقبلوا بحكم كهنوتي عنصري وان الهزائم المتتالية لهذه الميليشيا في مختلف الجبهات هي آخر إنذار بان الحسم العسكري سيكون خيار الشعب اليمني ومعه أشقاؤه في دول التحالف وان مشروع إيران سيدفن في اليمن كما دفن في الأزمنة الغابرة وغيره من المشاريع غير العروبية.

 

Email