عصام المنصوب.. أطفال في مواجهة مضادات الطيران

ت + ت - الحجم الطبيعي

مترصداً بعيني ذئب... كان القناص يتابع بصبر نافد مجموعة من الصبية المستمتعين بلعب كرة القدم... متحيناً استهداف أي أحد منهم سيكون ضمن مدى بندقيته، وضمن مجموعة الأطفال الذين أكبرهم لا يزيد عمره على 16 عاماً، كان عصام المنصوب مبتهجاً بلعب كرة القدم أمام المركز الثقافي (يالي) في منطقة صاله الواقعة أسفل تلة السلال شرقي مدينة تعز.

أطلق القناص بضع رشقات... لكن المدى لم يكن كافياً لإصابة أي هدف بشري.. الحماس كان وراء ركل الكرة لتخرج قليلاً من الملعب... حاول عصام استعادتها لاستكمال اللعب.... لكن هدير رصاص انطلق من مضاد طيران كانت قد مزقت قدمه اليمنى بوحشية.

وحسب تقرير طبي، يعاني عصام إصابة باترة قي القدم اليمنى من مفصل الكاحل مع تهشم لعظام القدم العلوية والعظم الزورقي وعظمة العقب وفقدان للعضلات والأعصاب. ويقول أخوه عز الدين لـ «البيان»: «أجريت لعصام عملية تنظيف وتنظير جراحي، كما تم تثبيت عدد من العظام وإصلاح ما يمكن إصلاحه من الأنسجة التي تضررت، لكنه لايزال يحتاج لعدة عمليات جراحية».

4500 دولار

عدة عمليات لايزال الطفل عصام المنصوب بحاجة لها في مركز طبي متخصص أقربها في الهند، وبتكلفة 4500 دولار.. في ظل حال بائس لأسرته غير القادرة على دفع أي تكاليف.. وفي ظل تهديد دائم ببتر قدم عصام في حال عدم إجراء بقية العمليات.

مضاد طيران

ولايزال القنص إحدى الوسائل الحوثية الأكثر فتكاً بالمدنيين رجالاً ونساء وأطفالاً ومسنين لأربع سنوات متتالية، وحيث لم تكتفِ الميليشيا باستخدام «الكلاشنكوف» والمعدلات، بل وصل الأمر إلى استخدام الرشاشات بكل أنواعها، وكذا مضادات الطيران في قنص مدنيين داخل مدينة تعز بمن فيهم النساء.

في حين شهد العام 2017م تزايداً مخيفاً في عدد ضحايا القنص بمحافظة تعز، والذي بلغ (130) مدنياً بينهم (25) طفلاً و(15) امرأة و(7) مسنين، بالإضافة إلى إصابة (90) آخرين بينهم (35) طفلاً و(16) امرأة و(8) مسنين يتوزعون على (14) مديرية.

Email