تقارير «البيان»

مدنيون بلا إغاثة بمناطق سيطرة المتمرّدين في السودان

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعيش نحو مليوني شخص معرضين للخطر وهم يكابدون من أجل البقاء في ظروف معقدة في مناطق سيطرة الحركة الشعبية المتمردة بمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق في السودان.

ورغم موافقة الحكومة السودانية، على المقترح الأممي الخاص بإيصال المساعدات الإنسانية إلى تلك المناطق، إلّا أنه لا تزال هناك عراقيل تعيق إغاثة المتأثرين بالحرب منذ العام 2011، ولم تأت موافقة الحركة الشعبية المتمردة بعد.

وبعد أن عطلت عملية إيصال المساعدات الإنسانية للمتأثّرين، جولات التفاوض، إلى جانب عوامل أخرى، وافقت الحكومة السودانية في سبتمبر الماضي، على مبادرة الـ 13 من جملة المبادرات التي طرحت خلال السنوات الماضية، من أجل الوصول إلى المدنيين الذين حبستهم ظروف الحرب في مناطقهم على جبال النوبة في جنوب كردفان، إلّا أنّ مسؤولاً سودانياً رفيعاً، أكّد أنّ متمردي الحركة الشعبية هم من رفضوا السماح لوكالات الأمم المتحدة بإيصال المساعدات.

ولم تر الحكومة السودانية، مبرراً لرفض إيصال المساعدات من قبل المتمردين، إذ قال مساعد الرئيس السوداني فيصل حسن إبراهيم، مخاطباً وفداً أهلياً من جنوب كردفان، إنّ الحكومة وافقت على الإغاثة من الداخل وفق مقترح الأمم المتحدة، وما زالت الحركة الشعبية ترفض، وداعياً قادة الحركة للموافقة والسماح للأمم المتحدة بإيصال المساعدات للمتضررين في مناطق سيطرتهم.

تدهور أوضاع

ويقول نظام الإنذار المبكر بالمجاعة، إنّ أوضاع انعدام الأمن الغذائي بين النازحين والمقيمين الأكثر فقراً في مناطق الحركة، هي بالفعل في مرحلة الأزمة «الرحلة الثالثة من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي».

ورجّح نظام الإنذار المبكّر، تدهور الأوضاع إلى مرحلة الطوارئ وهي المرحلة الرابعة من التصنيف، خلال الأشهر المقبلة، بسبب القيود المفروضة على تحركات السكان والتجارة، فضلاً عن الافتقار لسبل الوصول إلى أنشطة وسائل كسب العيش.

أزمة إنسانية

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية والتنموية في السودان، فإنّ هناك مشكلة إنسانية حقيقية يعيشها المدنيون هناك. وأكّدت منسّق الأمم المتحدة في السودان، قوي يوب سُن، أنّ قرار الحكومة السودانية سيتيح الوصول إلى الأشخاص الأكثر حاجة للمساعدات الإنسانية في المنطقتين، داعية الأطراف لتسهيل إيصال المساعدات، وأعلنت استعداد الأمم المتحدة للعمل بشكل وثيق مع حكومة السودان ومع قيادة الحركة الشعبية في المنطقتين، لتنسيق إتاحة الوصول الدائم والمستدام للأشخاص الذين تأثروا بالنزاع وتعَذَر الوصول إليهم من داخل السودان منذ عام 2011.

تأثّر

وتأثّر المدنيون بمناطق سيطرة المتمردين، بالأوضاع الأمنية في دولة جنوب السودان المحاذية، إذ إنّ الحرب والمجاعة التي ضربت أجزاء من جنوب السودان، انعكست على الولايات السودانية المجاورة، حيث كان السكان هناك يعتمدون على ما يأتيهم من جنوب السودان. ووفق السلطات المحلية في جنوب كردفان، فإنّ المدنيين هناك يعانون من مجاعة حقيقية، فضلاً عن المشاكل الصحية وعدم دخول فرق التطعيم للأطفال والنساء الحوامل.

 

Email