سياسيون لـ «البيان »: الدوحة تسعى لتحويل الانقسام إلى انفصال

مؤامرة «الحمدين»: الدم الفلسطيني مقابل المال القطري

ت + ت - الحجم الطبيعي

يرى سياسيون فلسطينيون أن التدخلات القطرية الأخيرة في قطاع غزة، من خلال سفيرها محمد العمادي، ما هي إلا تحويل للانقسام الفلسطيني إلى انفصال، بعد إدخال الوقود القطري والأموال لحركة حماس من دون المرور عبر القنوات الرسمية للسلطة الفلسطينية.

وأعلنت عدة فصائل فلسطينية في قطاع غزة مقاطعتها اللقاء الذي دعا له محمد العمادي في غزة مساء الجمعة، بعدما قام المتظاهرون شرق مدينة غزة بإلقاء الحجارة والأحذية على موكبه خلال اقترابه من مسيرة العودة.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، إن ما جرى من إدخال أموال قطرية إلى غزة بالحقائب هو تنفيذ لاتفاق بين «حماس» وإسرائيل بتمويل قطري. وأكد أن هذا الاتفاق الممول قطرياً الهدف منه تشجيع «حماس» على الانتقال من مربع الانقسام إلى الانفصال.

استغلال المعاناة

وقال الناطق باسم حركة فتح أسامة القواسمي، إن «حماس» استغلت الأطفال والنساء ومعاناة الشعب الفلسطيني في غزة لمصالح حزبية ضيقة، ووافقت على المطالب الصهيو أميركية، وعلى مبدأ (الدم مقابل المال).

وقال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد العوض: «إن قطر تصب الماء في طاحونة الانقسام لتحويله إلى انفصال، وتريد الالتفاف على الجهود المصرية لقطع الطريق على أي نجاحها فيما يتعلق بالتهدئة. وأضاف: «التحرك القطري جاء لقطع الطريق على جهود مصر لاستئناف حوارات المصالحة».

وأشار إلى أن الذهاب لمعالجة قضايا غزة عبر البوابة الإسرائيلية بتنفيذ قطر يقطع الطريق على المصالحة. وتابع: «منذ أن وطأت أقدام العمادي أرض غزة، قلنا عنه المندوب السامي، وقاطعنا كل اجتماعاته وولائمه وأمواله المسمومة».

يذكر أن الجبهتين الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب والمبادرة الوطنية قاطعت الاجتماع مع العمادي في غزة.

واعتبر عضو المجلس الثوري لحركة فتح، عمر الغول، إدخال الأموال لغزة بهذه الطريقة هو جزء من مخطط سياسي إسرائيلي قطري أميركي يتناقض مع مصالح الشعب الفلسطيني. وأضاف:«ما خطته قطر يتناقض مع مصالح الشعب ونحن ضده، ولسنا ضد أي مساعدة لغزة، ولكن هناك قنوات شرعية ورسمية تمثل الشعب الفلسطيني»، مؤكداً: «قطر تسعى لانفصال غزة عن الضفة الغربية».

ملاحقة العمادي

وشكر الغول أبناء غزة الذي لاحقوا المندوب السامي محمد العمادي خلال زيارته لمسيرات العودة شرق غزة، وطردوه من المكان بعد رشقه بالحجارة، معتبراً ذلك الرد الطبيعي لأبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات بشكل عفوي ومن دون تخطيط.

وأرسل الغول رسالة للمندوب القطري، قائلاً: «على العمادي أن يستخلص الدروس هو وأميره وقيادته ليعيدوا النظر في سياساتهم المعادية للشعب الفلسطيني، لأن الانفصال تقويض لصمود الشعب، ومنح إسرائيل صك غفران عن جرائمها ومشروعها الاستيطاني، وفتح الباب لإقامة مشروع إسرائيل الكبرى».

الشعور بالعار

قال القيادي في حركة فتح، يحيى رباح، إن كل من شارك في الانقسام الفلسطيني لن ينتصر، وسيشعر بالعار، وتحاول قطر من خلال ذلك أن تثبت أن لها مكانة لتصطدم بأنها لا شيء. وبيّن أن «حماس» تسعى لمشروع انفصال تحت بند حكومة غزة أو الدولة المؤقتة بغزة،.

وهذا لن يحدث، لأنه من دون الشعب والقيادة، وهذا المشروع غير قابل للنجاح، وكل من يتآمر بشكل أو بآخر لإنجاح مشروع الانفصال سيصاب بخيبة أمل وفضيحة، مضيفاً: «من يتدخل بغزة سواء قطر أو غيرها بهذه الطريقة غارقون في العار، وليس لهم وزن في الحساب عالمياً».

Email