الكويت تتوعّد المقصرين بالمحاسبة على خلفية السيول

ت + ت - الحجم الطبيعي

«كميات من الأمطار لم تشهدها البلاد منذ 50 عاماً».. هذا ما لم يتوقعه الكويتيون، ولم تستعد له الجهات المعنية بهذا الشأن، ما أحدث حالة من الاستنفار الرسمي والشعبي في البلاد، كيف لا وقد وصلت معدلات هطول الأمطار خلال 6 ساعات من يوم الجمعة الماضي -على سبيل المثال- إلى 111 ملم، لتعادل بذلك ما يهطل في موسم كامل والذي يقارب 115 ملم.

هذه الكميات من الأمطار «غير المتوقعة» دعت لانعقاد اللجنة العليا للطوارئ، والتي تتشكل من جهات حكومية عدة، لبحث آلية التعامل مع غزارة تلك الأمطار، التي لم تتمكن البنية التحتية في عدد من المناطق من استيعابها وتصريفها، ما أدى إلى غرق عدد من الشوارع والسيارات واجتياح المياه لبعض البيوت وحتى بعض المستشفيات، وتشكل التجمعات المائية في العديد من الطرقات والأنفاق.

اجتماع استثنائي

في الأثناء، عقد مجلس الوزراء الكويتي اجتماعاً استثنائياً السبت، لمتابعة تداعيات الأمطار الغزيرة التي تشهدها البلاد، والآثار التي ترتبت عليها والخطط المعدة لمواجهتها.

حيث أكد خلاله رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح ضرورة الاستعداد لمواجهة كل الاحتمالات، مع فتح تحقيقات عاجلة، لبيان أوجه الخلل ومحاسبة المسؤولين سواء من القياديين أو الشركات، إلى جانب بحث آلية مناسبة لدعم المتضررين وتخفيف معاناتهم.

وقد تسببت تقلبات الطقس الأخيرة في الكويت في إطاحة عدد من المسؤولين الحكوميين كان لوزارة الأشغال العامة النصيب الأكبر فيها.

وذلك منذ موجة الأمطار الأولى بدايات الشهر الجاري، حيث أحيل وكيل الوزارة إلى التقاعد، فيما تم إيقاف وكيلين مساعدين في الوزارة عن العمل لمدة شهرين، فضلاً عن إقالة المدير العام للهيئة العامة للطرق من منصبه، وآخرها استقالة وزير الأشغال العامة والذي لا يزال إلى الآن على رأس عمله، ويقوم بجولات تفقدية على المناطق المتضررة.

مواقع التواصل

في المقابل شكلت هذه الأجواء فضاء واسعاً ومناخاً ملائماً لمروجي الإشاعات لا سيما على مواقع التواصل الاجتماعية، حيث تم بث العديد من الأخبار الكاذبة والمغلوطة المدعمة بالصور والفيديوهات التي هولت من المسألة وصورتها على أنها كارثة كبيرة مدمرة، كما كانت بعض الصور والفيديوهات لأماكن خارج الكويت، فيما لم يسلم المسؤولون أيضاً من نار هذه الإشاعات.

حيث تم إقالة وزراء ومسؤولين وتعيين غيرهم عبر تلك المواقع، إضافة إلى نشر أرقام خطأ تدعو الناس للاتصال بها في حالات الطوارئ، فضلاً عن إعلانات بشأن تعطيل العمل أو المدارس وما شابه ذلك من الإشاعات، التي تشتت الأذهان وتربك الأحوال.

هذه الحالة من الهلع والارتباك التي تسببت بها الإشاعات التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، حذرت منها الجهات المعنية، التي أهابت بالجميع إلى استقاء الأخبار والمعلومات من الجهات الرسمية فقط والمعروفة فقط، وعدم الاكتراث لما ينشر ويبث من أخبار ومعلومات على تلك المواقع.

ومع توقعات إدارة الأرصاد الجوية باستمرار تشكل السحب والتكاثر التدريجي لها، والتي يصاحبها سقوط أمطار قد تكون غزيرة على بعض المناطق، تظل حالة التأهب الرسمية والشعبية مرتفعة ومترقبة لتقلبات الطقس، التي كشفت عن العديد من مواطن الخلل للعمل على إصلاحها.

Email