هربه نطفة من الزنزانة فاستقبله طفلاً عند «معبر إيرز»

ت + ت - الحجم الطبيعي

حلم الأبوة سيطر عليه من اللحظة الأولى لاعتقاله، كان يحلم حين يتحرر أن يستقبله طفله، وهذا الحلم استطاع الأسير المحرر تامر الزعانين أن يحوله إلى حقيقة، وأن يصبح أباً وهو داخل سجون الاحتلال حين استطاع تهريب نطفة من داخل زنزانته إلى زوجته في قطاع غزة، التي أصبحت حاملاً بطفلها الأول من دون وجود زوجها.وأنجبت زوجته طفلها الأول «الحسن» بعيداً عن والده.

وكبر وترعرع بين أحضان والدته وأجداده وأعمامه، إلى أن أصبح طفلاً عمره خمس سنوات، وكان من أوائل الذين انتظروا والده تامر لحظة الإفراج عنه من سجون الاحتلال على معبر ايرز بيت حانون شمال القطاع.

لم تنتظر زوجة تامر ووالدته وطفله على بوابة ايرز أسيرهم المحرر لوحدهم، بل شاركهم في الاستقبال جميع سكان بيت حانون، ليحولوا لحظة الإفراج إلى حفل زفاف جديد له، بعد الإفراج عنه. والدته جميلة لم تتحمل الانتظار في منزلها لحين قدوم ابنها محمولاً على الأكتاف فرحاً بالإفراج عنه، فهرعت كباقي أصدقائه وأحبابه إلى بوابة المعبر.

وتقول وهي تستقبل التهاني مع صديقاتها أمام المعبر:«هذه لحظات صعبة جداً، لم أصدق إنني سأعانق وأحضن ابني بعد فراق وسجن 12 عاماً، وسنعيش سوياً بعد ذلك، فالدقيقة تمر كيوم كامل، فلم أنم منذ شهر وأنا انتظر هذه اللحظة الحاسمة».

انتظار

أما زوجته هناء فجلست في زاوية من زوايا المعبر تسترق النظر من بين السياج المحيط بالمعبر باتجاه بوابة المعبر التي تبعد مئات الأمتار عن مكان تواجدها، لتراقب حركة الباصات التي تقوم بنقل المسافرين والأسرى من الجانب الإسرائيلي إلى داخل القطاع، لعلها تلمح ملامح عريسها مرة أخرى من جديد، بعدما خطفه جنود الاحتلال من بيته في بيت حانون بعد شهرين ونصف من زواجهما.

بدموع الفرحة تقول زوجته:«أنتظر زوجي بعد 12 عاماً من الأسر، كانت سنوات صعبة بغيابه عني بعد شهرين من الزواج، ولكن عوضني الله بداية وحدتي بطفلي الحسن الذي وصلني من السجن نطفة مهربة وكان أول سفير للحرية، إلى أن أصبح طفلاً يستقبل والده ويحتضنه فور الإفراج عنه، وتتكحل عيناه وأعيننا برؤيته من جديد».

وما إن انتهت زوجته من الحديث، حتى شاهدت أقاربها والحشود من جيرانها يهرولون لاستقبال باص اقترب من الوصول إليهم، وما هي إلا لحظات ليخرج الأسير تامر الزعانين برفقة اثنين آخرين من الأسرى من الباص، ليتنسم الحرية بعد 12 سنة من الأسر.

وعلت الزغاريد والورود التي تناثرت عليه أثناء استقباله داخل معبر ايرز، والتي لم يتمكن خلالها من مصافحة كل الحضور، فحملوه على الأكتاف، ومن بعيد حملوا طفله على أكتاف مقابلة له، ليعانقا بعضهما في الهواء الطلق وسط دموع والدته وزوجته فرحاً بهذا اللقاء بعد غياب طويل، تتوج بطفل بعدما عانى والده طويلاً لإخراجه نطفة إلى زوجته في قطاع غزة.

وانطلقوا بموكب زفاف جديد حاملين تامر وطفله من معبر ايرز إلى منزله القريب من المعبر وسط بيت حانون، أطلق حينها أقاربه النار في الهواء فرحاً بخروجه من السجن.ووسط مئات المواطنين الذين استقبلوا تامر أمام بيته، يقول:«الحمدلله شعور لا يوصف بعد سجن 12 عاماً، حرموني فيها من الحرية والأحبة، يفك قيدي وأرى أحبتي وأهلي وطفلي، إنها حقيقة بداية الحياة».

Email