سياسيون ومحللون لـ«البيان »:

الفلسطينيون يرفضون الأموال القطرية المسمومة

ت + ت - الحجم الطبيعي

استمرت موجة الغضب الفلسطيني تجاه ممارسات «تنظيم الحمدين» في غزة موجهة صفعة ثانية للسفير القطري محمد العمادي بعد أقل من 24 ساعة على رشقه بالأحذية والحجارة في مخيمات مسيرات العودة، حيث أقدم 11 من الفصائل الفلسطينية على مقاطعة لقاء دعا له في القطاع، مشددة على ضرورة أن ترفع قطر يدها عن القضية الفلسطينية، وأن توقف عبثها بمصير الشعب الفلسطيني.

وشدد سياسيون ومحللون فلسطينيون تحدثوا لـ«البيان» على أن العمادي الذي لقبه الغزاويون بالمندوب الإسرائيلي السامي، بات مصدر شؤوم وكره لأبناء القطاع الذين يعلمون الدور الخبيث الذي يلعبه هذا الرجل لصالح إسرائيل، مؤكدين أن الفلسطينيين يرفضون الأموال القطرية المسمومة التي تسعى بها لهدم المشروع الفلسطيني الوطني.

وقال الباحث في الشأن السياسي سعيد المدهون: «لا يمكن فهم ماهية قطر من هذا الدعم ومن سابقه إلا لأهداف غير معلن عنها، ممثلة بحرص قطر على إبقاء قطاع غزة منفصلاً بكل مقوماته عن الشق الثاني من الوطن، وهو الضفة الغربية فإن تقوم دولة بتمويل حزب فهذا يعني قطع الطريق على حركة حماس بتنفيذ قرار المصالحة ومدها بالمال السياسي الذي يكرس الإنقسام الفلسطيني».

مصلحة إسرائيل
ويضيف المدهون لـ«البيان» قطر يهمها أمن إسرائيل، لكن كان للجماهير كلمتها، وعبرت عن ذلك برشق العمادي بالحجارة في صورة تعكس رفضهم لتدخل القطريين في الشأن الفلسطيني سواء الداخلي أو ما يتعلق بثوابتهم الوطنية.

من جهته عبر القيادي في حركة فتح عبد الجواد زيادة عن رفضه لهذا الدعم المسيس معبراً عن ذلك بقوله «حتى وإن لم يفصح السياسيون عن أهداف قطر من هذا الدعم المالي، فإن الجماهير في قطاع غزة يدركون اللعبة جيدا، ويفهمون ماذا يعني السفير القطري بالنسبة لإسرائيل، وبالتالي فهو أداة من أدوات إسرائيل في المنطقة ينفذ ما ترغب به إسرائيل، بعيداً عن شرعية السلطة الفلسطينية ما يمهد لتمرير صفقة مشبوهة ما زالت حركة فتح تقول لا في وجه هذه الصفقة، ولن نقبل بمساومة مشروعنا الوطني الفلسطيني بالمال القطري واليوم الجماهير في قطاع غزة أثبتت ذلك من خلال قذفها لهذا الرجل وموكبه بالحجارة، تعبيراً عن رفضهم ما يحمله من أموال ومن صفقات».

مال مسموم
في الأثناء قاطع 11 فصيلاً فلسطينياً لقاء العمادي، الذي عقده مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي وعدد من الفصائل الصغيرة الموالية لهما، لتوجه له صفعة ثانية بعد طرده من وسط المتظاهرين شرق غزة، احتجاجاً على ما وُصِف بالدور التخريبي لقطر. وقال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب: «إن 11 فصيلا فلسطينيا، من ضمنها حزب الشعب، قاطعوا اللقاء الذي كان معدا مع العمادي بغزة، احتجاجاً على دوره في تعميق الانقسام ودفع غزة نحو الانفصال عن فلسطين».

وأضاف العوض بحسب موقع بوابة العين «منذ أن وطأت أقدام العمادي أرض غزة، قلنا عنه المندوب السامي، وقاطعنا كل اجتماعاته وولائمه وأمواله المسمومة، واليوم جددنا الموقف بعدم الاجتماع معه». وأشار إلى أن حزب الشعب نبه من البداية لخطورة الدور القطري عبر العمادي في القضية الفلسطينية لذلك قاطعه، واليوم انضمت 10 فصائل أخرى للمقاطعة وهي: الجبهتان الشعبية والديمقراطية، والقيادة العامة، وجبهة النضال الشعبي والصاعقة، وجبهة التحرير العربية والمبادرة الوطنية، وفدا، والجبهة العربية الفلسطينية، وكل فصائل منظمة التحرير احتجاجاً على دوره المقلق.

وحول رؤيته للأموال التي قدمتها قطر لحماس عبر إسرائيل، قال العوض: إن المساعدات لها إطار قانوني وشرعي أما في هذه الحالة اتفاق بين قطر وحماس وإسرائيل، فهو تقاسم وظيفي خطير ومرفوض. وشدد على أن أية دولة عربية تريد أن تساعد لا بد أن تساعد عبر الأطر المعروفة، أما بهذا الشكل الوقح فيثير الريبة والقلق ويمكن أن يُستغَلّ لتعميق الانقسام وتحويله لانفصال.

صفعة الطرد
صفعة المقاطعة الفصائلية للعمادي، جاءت بعد ساعات قليلة من تعرض موكبه للرشق بالحجارة والأحذية من الفلسطينيين المشاركين في المسيرات، مساء الجمعة، خلال زيارته لمخيم العودة شرق غزة، حسب مواقع محلية فلسطينية.

وذكرت وكالة «معا» الفلسطينية أن العمادي وصل لمخيم العودة؛ للمشاركة في جمعة «المسيرة مستمرة»، لكن فلسطينيين غاضبين طردوه من المخيم، ورشقوا سيارته بالأحذية، احتجاجاً على التنسيق الإسرائيلي القطري الذي يستهدف إخماد غضب الفلسطينيين وتوفير الهدوء للاحتلال الإسرائيلي. وحسب شهود عيان، تعرض موكب العمادي للرشق بالحجارة بشكل كبير من قبل بعض المتظاهرين الغاضبين في منطقة شرق غزة بمخيم ملكة.

Email