الأكاديمي السوري محمد شاكر لـ «البيان »:

تركيا تهدّد مستقبل ووحدة سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكّد أستاذ القانون الدولي الباحث والأكاديمي السوري، د. محمد شاكر، أنّ تركيا تسعى لتحويل الشمال السوري إلى مجال حيوي تركي على غرار المجال الحيوي لتركيا في قبرص.

الأمر الذي يهدد مستقبل ووحدة سوريا على حد قوله. ولفت شاكر إلى أنّ خطورة هذا الطرح، تتزامن مع استحواذ تركيا على قائمة اللجنة الدستورية للمعارضة السورية، التي تأتمر بالتوجهات التركية، الأمر الذي يجعل من أعمال هذه اللجنة مقدمة لتحديد شكل سوريا، مشيراً إلى أنّ تركيا قد تفرض تطبيقاً لرؤيتها نظاماً سياسياً يعطيها الفرصة لتحويل اتفاق إدلب لاتفاق طويل المدى.

وأنّها قد شرعت بذلك على الأرض من خلال إضفاء الطابع التركي على مناطق الشمال السوري، من خلال تسمية الشوارع بأسماء السلاطين العثمانيين، وعمليات التجييش الواسعة للكثير من السوريين، ليقابل ذلك بدء عودة الدفء في العلاقات التركية - الأميركية بعد الإفراج عن القس، مقابل استحواذها على منبج، وتفاهمات أخرى في شمال شرق سوريا.

وأضاف شاكر في تصريحات لـ «البيان»: «بالنسبة لموقف فرنسا وألمانيا، فيبدو أنّ الموقف الأوروبي يجنح نحو تثبيت وقف إطلاق النار، ليس بسبب التخوف من الكوارث الإنسانية للسوريين، بقدر ما تريد الدولتان ضمانات بالقضاء على الإرهابيين في أماكنهم، خلال تنفيذ العملية العسكرية ضدهم ومنع انتقالهم إلى أوروبا».

ملف

ويمضي شاكر إلى القول إنّ الحضور الفرنسي والتركي والألماني يبدو مرتبطاً بشكل أساسي بملف اللاجئين الذي يهم هذه الدول، الأمر الذي يفسّر غياب إيران التي لا تضع أولوية لهذا الملف، قياساً بمواقفها الداعية إلى التصعيد والحلول العسكرية لولا الموقف الروسي، الذي أصبح معنياً أكثر من غيره في سوريا بالعملية السياسية، مردفاً:

«الرؤية الأوروبية تهدف إلى إيجاد حل سريع لملف اللاجئين بالتنسيق مع روسيا عن طريق العملية السياسية التي تمسك بالكثير من أوراقها، أو على أقل تقدير إيجاد رؤية توافقية في مواجهة الاستقطاب الحاد بين الرؤية الأميركية التي تشترط إحداث اختراق في الانتقال السياسي، والرؤية الروسية التي تطرح مسألة إعادة اللاجئين والإعمار».

دور

واستطرد الأكاديمي السوري: «نحن كسوريين لم نعد نعوّل على أية قمة دون تبلور رؤية عربية فاعلة في الملف السوري، فغياب الدور العربي سيشكّل فرصة للتواطؤ والتنافس بين القوى الفاعلة في الملف السوري، وتصفية حساباتها واقتسام مناطق نفوذها في سوريا، لذلك لا يمكن ترك الأمن القومي العربي غير محصن ضد تأثيرات الجوار الإقليمي».

وأشار شاكر إلى توسع الدور التركي والإيراني الذي وصفه بـ «التدميري» في المنطقة، وأصبح ساحة لهؤلاء اللاعبين الجدد من الجماعات الإرهابية، ما أعطى زخماً لحروب طائفية لمحورين أحدهما تقوده الميليشيات الطائفية المدعومة من إيران، وآخر تقوده مجموعات التطرّف المدعومة من تركيا، ولذلك يعوّل السوريون على أدوار فاعلة لأشقائهم العرب، وعلى الدور المصري للتأثير في العملية السياسية، وضمان وحدة سوريا والولوج في ماهية اللجنة الدستورية وأعمالها، التي ستحدد مستقبل سوريا.

Email