غضب فلسطيني لدعم الدوحة «حماس» بالتنسيق مع إسرائيل

رشق السفير القطري بالأحذية والحجارة في غزة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعرض موكب السفير القطري محمد العمادي، للرشق بالحجارة والأحذية من قبل الفلسطينيين المشاركين في المسيرات، مساء أمس، خلال زيارته لمخيم العودة شرق غزة.

في وقت وصفت حركة فتح إدخال قطر ملايين الدولارات إلى غزة لدعم حركة حماس من خلال مطار بن غوريون وتحت الإشراف الأمني الإسرائيلي، بـ«المهزلة» في وقت شدد خبراء على أن الدعم القطري اللامحدود لحماس يهدف إلى تعزيز الانقسام الفلسطيني الماثل بغرض تنفيذ المخطط الإسرائيلي الهادف إلى إضعاف الصف الفلسطيني مشيرين إلى أن إشراف إسرائيل على إدخال شنط مكدسة بملايين الدولارات، يعزز الدور المشبوه لقطر في الأراضي المحتلة.

وذكرت وكالة «معا» الفلسطينية أن موكب السفير القطري محمد العمادي وصل لمخيم العودة؛ للمشاركة في جمعة «المسيرة مستمرة»، لكن فلسطينيين غاضبين طردوه من المخيم.

ورشقوا سيارته بالأحذية، احتجاجا على التنسيق الإسرائيلي القطري الذي يستهدف إخماد غضب الفلسطينيين وتوفير الهدوء للاحتلال الإسرائيلي. وحسب شهود عيان، تعرض موكب العمادي للرشق بالحجارة بشكل كبير من قبل بعض المتظاهرين الغاضبين في منطقة شرق غزة بمخيم ملكة.

ونقل المصدر ذاته عن شهود عيان قولهم: إن أضرارا لحقت بمركبة العمادي الخاصة، الأمر الذي دفع الوفد القطري لمغادرة المكان.

ونشرت القناة الأولى الإسرائيلية، أول من أمس، صورة فوتوغرافية قالت إنها لثلاث حقائب تحتوي على ملايين الدولارات أرسلتها قطر إلى حركة حماس، ودخلت إلى قطاع غزة عبر إسرائيل. وذكرت القناة في برنامج إخباري إن المبعوث القطري في غزة، محمد العمادي، دخل إلى القطاع بسيارة عبر معبر بيت حانون «إيريز» ومعه 3 حقائب تحتوي على 15 مليون دولار، بالتنسيق مع إسرائيل.

أنشطة

وتمول الدوحة أنشطة حركة حماس، التي تسيطر بقوة السلاح على القطاع، الذي يعاني فيه نحو 1.5 مليون فلسطيني من جراء الانقسام السياسي بين الضفة وغزة. وخرجت العلاقات القطرية الإسرائيلية إلى العلن في الفترة الأخيرة، في إطار سعي الدوحة الحصول على دعم إسرائيلي ضد الاتهامات الدولية لها بتمويل الإرهاب.

وكان العمادي، الذي يرأس اللجنة القطرية لإعمار غزة قال في تصريحات سابقة إنه زار إسرائيل أكثر من 20 مرة منذ عام 2014. واعترف الدبلوماسي القطري، أن أموال المساعدة التي تقدمها بلاده إلى الفلسطينيين تهدف إلى تجنيب إسرائيل الحرب في غزة، مؤكداً أن التعاون مع إسرائيل، يجنبها تلك الحرب.

انتقاد

وانتقدت حركة فتح، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إدخال أموال قطرية إلى غزة من خلال مطار بن غوريون وتحت الإشراف الأمني الإسرائيلي. وقالت حركة «فتح»، إنه تم «إدخال الأموال من مطار بن غريون تحت الإشراف الأمني الإسرائيلي المباشر، ونقلها إلى حركة حماس في غزة».

وأضافت: «لقد قطعت هذه المهزلة اليقين بالشك أن حركة حماس وطوال الفترة الأخيرة كانت تتلاعب بعواطف الناس وعقولهم، وتتحايل على القضية الفلسطينية تحت مسمى مسيرات العودة وسلاح المقاومة، فقد اتضح جلياً أن سلاح حماس خنجر في خاصرة القضية الفلسطينية، ولا علاقة له بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي».

وتساءل منير الجاغوب، رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم في حركة «فتح» بحسب ما أورد موقع العين الإخبارية «كيف لحركة تدّعي أنها تسعى لتحرير الوطن.

وكيف لسلاح تسميه سلاح المقاومة أن يقبل أموالاً تدخل بتنسيق مع الاحتلال وعبر إشرافه المباشر وبآلية تعطيه القرار النهائي في طريقة صرفها؟ هل أصبح الاحتلال غبيّاً لدرجة أنه يريد مساعدة من يدعي أنه يسعى للخلاص منه، ويناضل من أجل تحرير فلسطين من النهر إلى البحر؟».

تشدق

وأضاف: «هل إدخال هذه الأموال وبهذه الطريقة المُذِلّة يتماشى مع ما تتشدّق به حركة حماس ليل نهار بأنها لن تعترف بإسرائيل، ولن تفرط بذرة تراب من أرض فلسطين؟».

وتابع الجاغوب: «إذا كان هدف حركة حماس كما تدعي هو فك الحصار عن قطاع غزة وإنهاء معاناة أهلنا الصامدين فيها، فإن أقرب طريق لذلك هو العودة إلى الوحدة الوطنية وإتمام المصالحة وإنهاء الانقلاب بدلاً من الدخول مرة أخرى في مراهقات سياسية ومتاهات ستكون لها آثارها المدمرة على المشروع الوطني الفلسطيني برمته».

خيانة

وكشف مسؤول فلسطيني كبير للمرة الأولى وبشكل علني، عن «خيانة تنظيم الحمدين للقيادة الفلسطينية، عبر الالتفاف عليها من خلال حماس وإسرائيل». وتحدث عزام الأحمد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عن التفاف قطر على القيادة الفلسطينية رغم التحذيرات.

وقال الأحمد: «القيادة أجرت نقاشا مباشرا مع قطر بشأن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة عبر إسرائيل، لكن للأسف استمعوا وبعد ذلك بحوالي 10 أيام، بدأ ضخ المال دون الرجوع إلينا». وأضاف الأحمد في حديث للإذاعة الرسمية الفلسطينية: «نشعر بالأسف لما أقدمت عليه قطر في هذا المجال».

شبهات

إلى ذلك، اتهم سياسيون فلسطينيون، قطر، بأنها تعمل من خلال «دور مشبوه» على تعزيز الانقسام الفلسطيني، ومحاولة فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية. وقال أمين سر هيئة العمل الوطني محمود الزق، إن «ما يحدث في قطاع غزة صفقة تسعى قطر لترسيمها من خلال دور مشبوه».

وقال الزق في مقابلة تلفزيونية مع فضائية النجاح الفلسطينية: «الجميع بات يعلم من الذي مول الانقسام الفلسطيني، وما تسعى له قطر اليوم هو تحويل هذا الانقسام إلى الانفصال».

وأضاف: «واهم من يعتقد أن قطر تتعامل مع غزة إنسانيًا، إذ إن الدوحة تستغل الجانب الإنساني لكي تصل لما هو أخطر في الجانب السياسي لتحقيق فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية حسب ما هو مخطط». وأكد أن «العمادي ضيف غير مرحب به في غزة وشعبنا لن تنطلي عليه الأكاذيب».

معارضة

نقلت صحيفة إسرائيلية، عن مسؤول فلسطيني أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس «يعارض إدخال أموال قطرية إلى غزة عبر إسرائيل، كون ذلك يساعد على تمديد عمر الانقسام وتعزيز المماطلة لدى حركة حماس». واعتبرت الصحيفة أن قطر «ترسل الأموال لغزة بعيدًا عن السلطة الفلسطينية، بهدف الوصول إلى تهدئة مع إسرائيل على حساب إتمام المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام».

Email