تونس

المباركة غابري.. 115 عاماً من حياة البساطة

المباركة غابري في عيد ميلادها | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

في إحدى المناطق الريفية التابعة لولاية سيدي بوزيد (وسط تونس) تعيش مباركة بنت تليلي غابري، أكبر التونسيات سنّاً، حيث يبلغ عمرها حالياً 115 عاماً.

ووفق بطاقة الهوية الرسمية التي تم تجديدها في 30 يونيو 1977، فإن مباركة من مواليد الثالث من فبراير 1904، وقد عايشت أهم الأحداث التي شهدها القرن الـ20 مثل الحربين العالميتين الأولى والثانية.

كما كانت شاهدة على أهم التحولات التي عرفتها تونس، غير أن ما يؤلمها أن أغلب من عرفتهم أيام الصبا والشباب قد رحلوا عن الحياة الدنيا، ومن بينهم زوجها عمارة بن محمد الغابري، وهو ابن عمها الذي أنجبت منه ابنها محمد الصغير، الذي توفي تاركاً وراءه ستة أبناء، وبناتها بشرى وفاطمة ومحبوبة وهناء اللواتي يتناوبن على زيارتها والاهتمام بها.

وكانت المعمرة التونسية تزوجت أول مرة من أحد أبناء عمومتها، ولكن تلك الزيجة لم تستمر أكثر من شهر واحد، قبل أن تنفصل عنه، وتتزوج بعد ذلك من عمارة، الذي توفي منذ 25 عاماً.

منزل متواضع

وتعيش مباركة حالياً في منزل متواضع بمنطقة بوعطوش من معتمدية سوق الجديد بولاية سيدي بوزيد، مع ابنتها هناء، التي لم يكتب لها الزواج، وكذلك مع الزوجة الثانية لزوجها الراحل، وربيبها محمد غابري، وهو متزوج وأب وعاطل عن العمل، ويتولى الإشراف على شؤون الأسرة رغم ظروفه المادية الصعبة.

وتؤكد السيدة العجوز أنه يرعاها بشكل يومي، ويهتم بها اهتماماً خاصاً، وكأنه ابنها. وبين الحين والآخر، ترفع مباركة صوتها ببعض الأنغام الشعبية البدوية القديمة التي عرفت بها منطقتها، أو تتحدث عن الماضي الذي تقول إنه كان جميلاً رغم الصعوبات التي كانت تكتنفه.

وعن حالتها الصحية تقول، إنها لا تزال ترى بشكل مقبول، خصوصاً بعد أن أجريت لها عملية جراحية لسحب الماء الأزرق من عينيها، بينما تراجعت حاسة السمع لديها قليلاً، وتعاني خلال فصل الشتاء من نزلات البرد والسعال، وهو ما يجعل أسرتها تبادر بنقلها إلى المركز الصحي للحصول على حقنة الوقاية من مرض الأنفلونزا.

نظام غذائي

وتعتمد مباركة في غذائها على حبوب القمح والشعير وزيت الزيتون، وهي ممن يأكلون قليلاً ويتحركون كثيراً، وتنهض باكراً وتنام باكراً، حيث إن المرأة الريفية عادة ما تشارك أفراد أسرتها العمل وبخاصة في مجال الزراعة.

تؤكد مباركة، أن حياتها بسيطة، ولا تذكر أنها دخلت في خصومة مع أي كان، لذلك تحظى بحب وتقدير الجميع، وأنها كانت طوال حياتها راضية بما كتب الله لها، رغم الصدمات التي عرفتها كوفاة زوجها وابنها البكر، إلا أن أكثر ما يسعدها اجتماع أفراد أسرتها حولها، وأن ترى بناتها وأحفادها وأبناء أحفادها محيطين بها.

وعن سر طول عمرها، تقول مباركة إن الله منّ عليها بذلك، وهي تتمنى أداء فريضة الحج قبل أن تودع الحياة الدنيا، مؤكدة أنها كانت طوال حياتها مطمئنة البال رغم قسوة الحياة، وهي تحمد الله على كل ما أعطاها أو أخذ منها.

بالأرقام

208

اليابان التي فيها أكبر عدد من المعمّرين في العالم، أعلنت في سبتمبر الماضي أن بها أكبر زوجين في العالم، إذ يبلغ عمرهما مجتمعين 208 أعوام. ماساو ماتسوموتو (108 أعوام) وزوجته مياكو (100 عام) هما أكبر زوجين على قيد الحياة. وتوفيت الإيطالية إيما مورانو، العام الماضي عند عمر 177. وفي فبراير الماضي، توفي الإسباني فرانسيسكو نونيز أوليفيرا بعد نحو شهر من احتفاله بعيد ميلاده الـ113.

وفي عام 2014، دخل الهندي ماهاشتا موراسي موسوعة «غينيس» لأنه عاش 179 سنة ونيفاً. وفي مايو 2017، بأن رجلاً إندونيسياً بلغ من العمر 146 عاماً توفي، ليصبح أكبر معمّر في العالم. وفي 2013 توفيت في الصين لو ميتش جين عن عمر 127 عاماً، لتصبح من أكبر المعمرين في العالم.

وفي 2013، توفي محمد بن زارع، أكبر معمّر في السعودية عن عمر ناهز 154 عاماً، وفي الجزائر، أكدت الوثائق القانونية أن فاطمة المنصوري بلغت من العمر 140 سنة. وفي لبنان، بلغت أكبر معمرة 131 عاماً.

Email