نورهان عواد.. قصة نجاح قهرت السَّجان

نورهان

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تقف قضبان الأسر يوماً عائقاً أمام تحقيق النجاح للحالمين والطموحين، بل تمدهم بقوة وإصرار، وقدرة على تحدي السجن والسّجان، فيحققون نجاحات يعجز عنها من ينعمون بالحرية.

فقد حرمت الطفلة نورهان إبراهيم خضر عواد من مدينة القدس المحتلة من حقها في متابعة دراستها والتقدم إلى امتحانات «الثانوية العامة»، وكانت نورهان قد اعتقلت وهي في طريق عودتها من المدرسة إلى منزلها قبل ثلاث سنوات عقب إصابتها بثلاث رصاصات، واستشهاد ابنة عمتها هديل عواد على الفور، بعد أن ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الفتاتين حاولتا تنفيذ عملية طعن في القدس المحتلة.

وفرضت المحكمة الإسرائيلية على الطفلة الجريحة نورهان، التي لم تكن تتجاوز وقتها 14عاماً، حكماً بالسجن لمدة 13 عاماً ونصف العام، وغرامة مالية بقيمة 30 ألف شيكل.

استطاعت نورهان بعد صدور الحكم بحقها أن تضمد جراحها، وتستجمع قواها وأهدافها، وقررت أن تتابع تعليمها لتحقق أحلامها التي لن تسمح للسجانين بتحطيمها وإعدامها، فقدمت امتحانات الثانوية العامة داخل زنزانتها وتفوقت، وحصلت نورهان على معدل 94 في المئة في صورة نضالية جسدتها في تحدي الآلام والقيد معاً.

نجاح نورهان وتفوقها حول حزن عائلتها إلى فرح، وتقول أم محمد والدة نورهان لـ«البيان»: تميزت نورهان قبل اعتقالها بتحصيلها العلمي وحصولها على المراكز المتقدمة دائماً، ويستمر نجاحها وهي خلف القضبان رغم استمرار آلام الجراح التي أصيبت بها قبل اعتقالها واستقرار رصاصة في جسدها حتى اليوم، وكان خبر نجاحها كفيلاً بأن يخفف عني قليلاً من حزني وخوفي وقلقي عليها.

تضيف الوالدة أن ابنتها الأسيرة ستواصل دراستها وهي داخل الأسر، فلن يبقى حلمها معلقاً حتى تنهي سنوات حكمها، وستحقق حلمها بدراسة القانون.

Email