Ⅶ تقارير « البيان »

الحوثيون.. استنفاد فرص الحلول السلمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثبتت التجارب السابقة مع الحوثيين أنهم ليسوا دعاة سلام، كما أثبتت عدم التزامهم بأي اتفاق سياسي، بما يجعل من الرهان على الحل السياسي وترك الخيار العسكري رهاناً خاسراً يُزيد من تفاقم الأزمة وحدتها، ذلك ما حذّر منه محللون وخبراء يمنيون في تصريحات متفرقة لـ «البيان» تحدثوا خلالها عن حقيقة أن الحل العسكري هو الحل الناجع للأزمة اليمنية في ضوء استنفاد كافة السبل والفرص التي أتيحت للحوثي على طاولة الحوار والمفاوضات.

وبحسب محللين، فإن الاعتماد على المحاولات السياسية وحدها يطيل أمد الأزمة ويفاقم الخسائر الناجمة عنها، وهو ما يصبو إليه الحوثي من خلال مناوراتهم وعدم التزامهم بأية تعهدات سياسية وإهدار الفرص كافة، ما يجعل من الحلول العسكرية خياراً أمثل من أجل إجبار الحوثيين على الخضوع والتسليم بما سوف يُقر سياسياً فيما بعد لتحديد مستقبل اليمن.

استنفاد فرص

يقول عضو مجلس الشورى اليمني رئيس حزب المؤتمر الشعبي بالحديدة عصام شريم، إنه «ليس هنالك مجالاً سوى الحل العسكري في اليمن، على اعتبار أنه قد تم استنفاد الحلول والسبل الأخرى كافة»، مشيراً في تصريحات هاتفية لـ «البيان» من القاهرة، إلى أن الحل العسكري هو الأسرع والذي يُحقق النتائج المرجوة في أقرب وقت، على اعتبار أن الحلول الأخرى تُبقي الأزمة على ما هي عليه لفترة، بما يعني زيادة معاناة اليمنيين وإطالة أمد الأزمة اليمنية بصورة واضحة.

ويوضح شريم، أن بقاء الأزمة اليمنية على ما هي عليه الآن يفاقم من معاناة الناس في اليمن، بخاصة في المناطق التي يتحصن فيها الحوثيون في صفوف المدنيين هناك، وبالتالي فإن الحلول العسكرية هي الناجعة في الأزمة اليمنية «بخاصة أننا نتعامل مع جماعة عدمية لا تفقه الحلول السياسية ولا تلتزم بها، علاوة على أن ترك الباب موارباً أمامها من أجل الحل السياسي ما هو إلا مضيعة للوقت ومزيد من القتل والدمار في ضوء إطالة أمد الأزمة».

ويشير القيادي اليمني إلى النجاحات التي حققتها قوات الشرعية والتحالف العربي في الساحة اليمنية، بخاصة في شقها العسكري، ويستشهد بتلك النجاحات من أجل التأكيد على أن «الحل العسكري هو الأنسب بعد استنفاد السبل كافة وإعطاء الكثير من الفرص للحلول السياسية».

حل قديم

الكاتب الصحافي والمحلل السياسي اليمني المقيم في القاهرة محمود طاهر، يعتقد أن الحل العسكري كان يفترض أن يكون منذ ديسمبر 2017 عندما انقلب الحوثيون على الرئيس اليمني السابق عبدالله صالح، بما يثبت أن الحوثيين لا يمكن أن يقبلوا بأي التزام سياسي، وأنهم ليسوا دعاة سلام ولا يمكن أن يلتزموا بأي إطار سياسي ونتائج أي حوار يجرى ضمن الترتيبات السياسية.

ويتحدث عن المبادرات التي اقترحت حكماً ذاتياً للحوثيين في صعدة وحجة وذمار، مؤكداً أن مثل تلك المبادرات تضع قنبلة موقوتة تنفجر فيما بعد، وهدفها خلق «حزب الله» آخر في اليمن، وتهدد أمن المنطقة ودول الجوار، كما أنها تصب في مصلحة إسرائيل بصورة أساسية.

ويشير المحلل السياسي اليمني، في تصريحات خاصة لـ «البيان» إلى أن هناك ضغوطاً دولية من أجل الحوار والحل السياسي؛ فالمجتمع الدولي لا يعرف أن الحوثي لا يعترف بالعمل السياسي، كما أن الحل السياسي يدفع بإطالة أمد الأزمة ويفاقمها، ومن ثم فالحل العسكري هو الحل العاجل الذي يحقق النتائج العاجلة، مشيراً في السياق ذاته إلى بيانات الأمم المتحدة التي تتحدث عن أن 14 مليون يمني يواجهون شبح المجاعة، وهي الظروف التي تحتاج إلى حلول عاجلة وحاسمة.

Email