Ⅶ تقارير « البيان »

إيران على موعدٍ مع زلزال اقتصادي مدمر

ت + ت - الحجم الطبيعي

إيران على موعد مع زلزال اقتصادي مدمر، فالولايات المتحدة هذه المرة جادة في تطبيق العقوبات على إيران، لتغيير سياستها التوسعية في المنطقة، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، يحاول أن يجند العالم لفرض العقوبات، فهو تارة يهدد أوروبا صاحبة الموقف المتأرجح - بشأن الاتفاقات التجارية، ويشن حرباً تجارية مع الصين، ويبدو أنه نجح بالفعل.

يوضح باحث في الشؤون الإيرانية، محمد علاء الدين، في تصريحات خاصة لـ «البيان» من العاصمة المصرية، أنه «خلال الأيام الأخيرة، رأينا انسحاباً صينياً من الاستثمار في إيران، وهي مشترٍ أساسي في سوق النفط الإيرانية، وقد وجدنا بعض الشركات الصينية بالفعل بدأت الانسحاب، كشركة النفط الوطنية الصينية، التي انسحبت من المرحلة الثانية لتطوير حقل بارس الجنوبي البحري للغاز، كذلك، أوقفت المصارف الصينية التعامل مع الشركات الإيرانية، بحسب ما أعلن عنه رئيس غرفة التجارة الإيرانية الصينية المشتركة، أسد الله عسكر أولادي».

انسحاب

ويستطرد الباحث في الشؤون الإيرانية، قائلاً: «وعن الموقف الأوروبي المتذبذب من إيران، يمكن اعتبارها سياسية في المقام الأول، فالشركات الأوروبية على أرض الواقع، ترى في المقام الأول مصالحها، ونجد أكثر من مئة شركة أوروبية أعلنت انسحابها، تفضيلاً لمصالحها مع الجانب الأميركي، خوفاً من وضعها بالقائمة السوداء».

ويتابع: «إيران لم تعد أمامها أي خيارات، حتى وإن لجأت إلى بيع النفط إلى الأشخاص أو الشركات الخاصة للالتفاف على العقوبات، فلن تعوِّض خسائرها من تقلص مبيعاتها في الأسواق الرئيسة، مثل الصين والهند وكوريا الجنوبية».

انخفاض صادرات إيران

ويشير الباحث في الشؤون الإيرانية، في معرض تصريحاته لـ «البيان»، إلى أنه «في الفترة من أبريل الماضي وحتى أغسطس، انخفضت صادرات النفط الإيراني بحوالي مليون برميل، بمعنى أن ما يمكن أن تبيعه طهران بشكل مباشر إلى أفراد أو شركات، وليس لدول، لا يمكن أن يعوض خسائرها بالأسواق الرئيسة».

أما تصريحات الرئيس الإيراني، بأنه لا يوجد تأثير على العقوبات، فهو بحسب علاء الدين- مجبر بلا شك على أن يوجه هذه الرسالة إلى الشعب المنتفض في الداخل، فالعقوبات سيكون لها أثر كبير في تصدير النفط الإيراني، والتي تمثل عائداته 70 في المئة من موازنة الدولة.

ويختتم الباحث في الشؤون الإيرانية تصريحاته قائلاً: «إذا أردنا توقُّع ما سيحدث، علينا تقييم الخسائر التي منيت بها إيران من تطبيق الحزمة الأولى من العقوبات في أغسطس: انهيار في العملة بنسبة 60 في المئة، ازدياد البطالة، إضرابات عمالية كبرى، إعفاء أربع وزراء.. إيران تواجه أزمة حادة، وهامش المناورة يضيق، فلن ينقذها الصديق الأوروبي البرغماتي، ولا الدول الأخرى التي تخشى العقوبات الأميركية التي ستطالها».

Email