22 عاماً من الدسائس والمؤامرات.. وسبع سنوات من خطاب الدم

«الجزيرة» معول التقسيم والفتن وسفك الدماء في الوطن العربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يدرك كل من يتابع البوق القطري والإرهابي «الجزيرة»، منذ بداية أحداث ما يسمى «الربيع العربي»، أن لهذه القناة وأخواتها وظيفة مخابراتية قطرية، حيث إن الطريقة الهستيرية لتغطية الجزيرة للأحداث، وقيام مذيعيها بمهمة واضحة، من خلال نشر الفوضى وإشعال الحرب الأهلية، وتعمد عدم إطفاء نيران الحرب الأهلية، والتحريض على سفك الدماء في كل من سوريا والعراق واليمن، التي كانوا هم المحرضون عليها، وتخليهم الصريح عن كل قواعد المهنة الصحفية مثل الموضوعية النسبية والحياد، يؤكد أنها كانت مشروعاً مخابراتياً، اعتمدت فيه «الجزيرة» على أحقر عمليات الكذب والتزوير والفبركة والتشويه، لما يحدث منذ سبع سنوات ليس من أجل إسقاط أنظمة، بل من أجل تضليل الرأي العام ودفعه إلى طريق مسدود عمداً، تنفيذاً للمخططات الإيرانية، التي لم تعد خافية على أحد.

ورغم أن سياسة جزيرة الفتنة هي ذاتها منذ تأسيسها في 1 نوفمبر سنة 1996، إلا أن دورها الحقيقي ظهر في ما يسمى «الربيع العربي» خلال السنوات السبع الماضية.

لا مهنية

وبمناسبة ذكرى مرور اثنين وعشرين عاماً على تأسيس هذه القناة الاستخبارية، تقول د.نائلة عمارة، رئيسة قسم الصحافة والإعلام في جامعة حلوان المصرية: إن التغطية الإعلامية، التي تقوم بها قناة الجزيرة للأحداث التي تجري في العالم بشكل عام، وللأحداث التي تجري في الدول العربية بشكل خاص، ليست تغطية موضوعية أو مهنية، ولا تحقق الحد الأدنى من شعار «الرأي والرأي الآخر»، الذي ظلت تسوقه منذ انطلاقها في العام 1996، لافتة إلى أن الأمر تعدى ذلك، ليتناقض مع ميثاق العمل الصحفي للقناة نفسها، والذي تنشره على موقعها الإلكتروني، وتدعي الالتزام به دليلاً على مهنيتها، وتأكيداً على مصداقيتها.

ونقل موقع «العرب مباشر» عن عمارة قولها: إن قناة الجزيرة الفضائية وباقي الإعلام الإخواني كان بمثابة خديعة للعرب، لمحاولة العبور إلى العقل العربي لتفكيكه وتسميمه، من خلال آراء مضللة تنسف الأسس التي يقوم عليها، وصولاً لعقل متبلد لا حراك فيه، ولنسف كل نفس عروبي مقاوم للمؤامرات والخيانات ودس الدسائس.

حصريات «الجزيرة»

وبحسب صحف عربية، وبالعودة قليلاً للوراء، وتحديداً إلى «حصريات» الجزيرة لتغطية الأحداث الساخنة في العالم، التي تتركز في المنطقة العربية والشرق الأوسط على وجه الخصوص، كتغطية الجزيرة لوقائع الاحتلال الأميركي للعراق منذ لحظة إشعال فتيل الحرب عام 2003، واحتكارها تزويد وسائل الإعلام العربية والعالمية بالبث الحي، إلى تغطية وقائع الحرب على لبنان في الـ2006، إلى حرب غزة في الـ2008، إلى أن أتى ما يطلق عليه الربيع العربي، وطريقة التعاطي معه عبر مسميات ربيع الثورات العربية، وحديث الثورات العربية بتسخير شاشاتها لتأمين تغطية حاقدة مملوءة بالتحريض والتلفيق والتزييف والتضليل والانتقائية وغياب الموضوعية بانحياز فاضح، أطاح بميثاق الشرف والمهنية والحياد الذي تدعيه،

فظهر أن ما نشاهده له علاقة بكل شيء إلا الإعلام، وسط دهشة المتابعين والمشاهدين والمهتمين، ما استدعى من كثيرين إعادة النظر بحقيقة ما يعرض ويبث، ليكتشفوا خديعة «الجزيرة» الكبرى والأجندات المرسومة، التي لم تكن يوماً إلا ممراً للمشروع الإرهابي المسلّح في المنطقة، لمواجهة المشروع القومي العربي الممانع حماية لإسرائيل وأمن إسرائيل، والسيطرة على منابع النفط والثروات العربية.

لا ديمقراطية

ولم تأتِ رغبة أمير قطر في إنشاء قناة إعلامية بصدد اهتمامه بالديمقراطية، فإنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يدعي إنسان أن صاحب هذه القناة يؤمن بحرية الكلمة وحرية الإعلام، وأنه كلف نفسه كل هذا الإنفاق لخدمة ذلك، بل إن أحداً من شعبه لا يجرؤ أن ينطق بكلمة انتقاد رغم معرفتنا كيف تولى أمور الحكم، وماهية الصراعات التي نشأت داخل العائلة الحاكمة، وكيف تمَّت تصفية الكثيرين من أبناء العائلة الحاكمة، إن لم يكن جسدياً ففكرياً وعن طريق الإلغاء والإقصاء والحبس والإقامة الجبرية والإبعاد وسحب الجنسية، كما حصل مع أعيان وأفراد من قبيلة الغفران.

فالكلمة الحرة الوحيدة التي يؤمن بها تنظيم «الحمدين» هي كلمة نفاق أو كلمة كاذبة تنفي عنه ما هو فيه، وأتصور أن وضع حرية الكلمة في قطر وحرية الإعلام في قطر أوضح من أن ينخدع أحد فيه، لا سيما أن لا خبر عن داخل قطر منذ نشأة الجزيرة.

التدخّل الغربي

يمكن الافتراض استناداً إلى ما قدمته وتقدمه «الجزيرة»، أن المطلوب كان الوصول بالأكاذيب إلى استدعاء التدخل الغربي، الذي استدعته أكاذيب الجزيرة في ليبيا، وهللت له القناة على نحو ما تقدم، وكذا الأمر في سوريا وغيرها.

Email