أمطار عادية كشفت ضعف الإدارة والبنية التحتية

خبراء فرنسيون لـ«البيان»: قطر غير مؤهلة لاستقبال كأس العالم

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد خبراء فرنسيون أن تساقط الأمطار الأخيرة، التي شهدتها قطر كشفت الضعف، الذي تعانيه هذه الدولة، التي من المفترض أنها سوف تنظم أهم البطولات الرياضية في العالم عام 2022، حيث كشفت الصور ومقاطع الفيديو المنتشرة عبر وسائل الإعلام الدولية خلال الأسبوع الماضي والجاري، أن البنية التحتية القطرية هشة ولا تتحمل الضغط الكبير، الذي من المتوقع أن يحدث عليها بسبب زيارات المشجعين بأعداد كبيرة خلال موسم شتاء 2022، إلى جانب سقوط الأمطار والطقس السيئ بحسب تقديرات خبراء الأرصاد، وهو ما يهدد بفشل تنظيم البطولة، وتعرض حياة مئات الآلاف من المشجعين للخطر المحقق، ويعد جرس إنذار مهماً، يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار.

نقاط مهمة

وفي هذا الصدد يقول جاك جاكيه، كبير المهندسين بشركة «كبيفرانس» للإنشاء والتعمير لـ«البيان»، إن البنية التحتية القطرية هشة وخاصة شبكات الصرف الصحي ومياه الشرب وشبكات الطرق والمستشفيات والفنادق، وهذه نقاط مهمة تجاهلتها تقارير لجان المتابعة في الاتحاد الدولي لكرة القدم.

فقطر غير مؤهلة بأي حال من الأحوال لاستقبال مئات الآلاف من الزوار المشجعين في وقت واحد لمتابعة بطولة دولية مثل مونديال 2022، لأن مرافق البنية التحتية المهمة وخاصة شبكة الصرف الصحي كانت هشة وضعيفة في أغلب مناطق قطر، وعندما بدأت أشغال التجهيز لاستضافة مونديال 2022 وخاصة منذ عام 2013 بدأت الإنشاءات الحديثة فوق الإنشاءات القديمة المتهالكة، وهذا خطأ كبير.

وتجاهلت الحكومة القطرية آنذاك تقارير المكاتب الاستشارية، التي أكدت أن البنية التحتية القديمة لا تتحمل الضغط عليها بتوصيل شبكات جديدة بمواصفات مختلفة وتقنيات حديثة لاستيعاب الضغط، وتم استبدال مكاتب استشارية فرنسية بأخرى ألمانية لتنفيذ المطلوب دون نقاش.

وفي شتاء 2015 بدأت العيوب تظهر في الشبكة وتزداد عاماً بعد عام، والعام الجاري مع بداية فصل الشتاء غرقت قطر في مياه الأمطار، وسوف تغرق أكثر خلال السنوات الأخيرة، وفي عام 2022 حيث تنظم البطولة في ذروة فصل الشتاء، وهذا أمر مخيف، حيث من المرتقب أن يؤدي للضغط على شبكة الصرف الصحي بشكل مضاعف، إلى جانب الطرق والمطاعم والفنادق وهذه عوامل مهمة مجتمعة قد تؤدي إلى وقوع كارثة.

ضعف كبير

بدورها، أشارت أنجيل بالوتيلي، الخبيرة بالهيئة العامة للخطة بباريس سابقاً، أن غرق قطر في مياه الأمطار كما شاهدناه يعني عدم وجود خطة أو لجنة مسؤولة عن «التعامل مع الأزمات»، كما يؤكد ضعفاً كبيراً في البنية التحتية ومواجهة الطوارئ، وهذا أمر بدا واضحاً خلال عشرة أيام تقريباً منذ بداية الأمطار الكثيفة في قطر، كما لم يخرج مسؤول واحد ليوضح للعالم المترقب لبطولة مونديال 2022، ما هي قراءة الخبراء في قطر للتغيرات المناخية والتحذيرات من طقس سيئ خلال السنوات المقبلة.

لا سيما أن بطولة كأس العالم لكرة القدم بقطر 2022، ولم يوضح أحد أيضاً ما هي قدرة المستشفيات والمرافق الخدمية لمواجهة الأزمات والطوارئ بأنواعها، ولا يوجد جهة محددة أو منصة إلكترونية من أي نوع تعطي معلومة مفيدة للباحثين عن الأمر.

فالأمر عشوائي تماماً بشكل ينذر بكوارث، والواضح أن الحكومة القطرية يهمها فقط «الدعاية الشكلية» وخداع العالم بصورة زائفة، ولم تهتم بالجوهر أو بحقيقة الأمور، وهي أن قطر على مستوى التنظيم والتجهيز غير مهيأة لاستقبال بطولة بهذا الحجم، وقد كشف تساقط الأمطار التي لا تزال تصنف على أنها «عادية»، فضلاً عن هشاشة الإدارة والتنظيم والبنية التحتية في قطر، وتدق ناقوس الخطر لمن يهمه الأمر.

Email