عامان على رئاسة عون.. والبلد في مهبّ الفراغ الحكومي

غوتيريس: «حزب الله» قادر على جر لبنان إلى الحرب ويجب نزع سلاحه

ت + ت - الحجم الطبيعي

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في تقرير له سلمه لمجلس الأمن الدولي، من أن حزب الله اللبناني قادر على جر بلاده إلى الحرب، داعياً إلى نزع سلاحه. في وقت ارتفع منسوب الكلام عن عدم رغبة حالياً لدى «حزب الله» في تسهيل عملية التأليف، لربطها ربما باستحقاقات إقليمية.

واعتبر غوتيريس أن حزب الله هو أشد الميليشيا تسلحاً في لبنان، كما تساءل في تقريره عن قدرة الدولة اللبنانية على ممارسة سيادتها في ظل تعزيز ترسانة حزب الله العسكرية. كما طالب غوتيريس في تقريره بضرورة تطبيق القرار الذي يطالب بنزع سلاح الميليشيات في لبنان. كما حذر التقرير الأممي من مغبة مشاركة حزب الله في النزاع الدائر في سوريا، معتبراً ذلك انتهاكاً لسياسة النأي بالنفس في لبنان.

وأشار غوتيريس كذلك إلى مساعدة حزب الله للحوثيين في اليمن بمستشارين ومدربين عسكريين، معتبراً أن ذلك يشكل تهديداً إقليمياً وعالمياً خطيراً. فيما ارتفع منسوب الكلام عن عدم رغبة حالياً لدى «حزب الله» في تسهيل عملية التأليف، لربطها ربما باستحقاقات إقليمية.

عامل ضغط

ومع مضيّ عامين على انتخابه رئيساً للبنان أطلّ العماد ميشال عون على اللبنانيين، أمس، في حوار بدء السنة الثالثة من ولايته، من غير أن يكون متسلّحاً بـ«حكومة العهد الأولى»، التي ربط بها انطلاقة عهده، في حين أشارت مصادر سياسية متعدّدة لـ«البيان» إلى زحمة الاستحقاقات التي تواجهها البلاد، والتي تبدو بمثابة عامل ضاغط إضافي لمعاينة مسار العهد وطبيعة إدارته للأمور، وواقع علاقاته بالقوى الداخلية ،وما أنجِز وما لم ينجَز، كما لواقع سياساته حيال الصراعات الإقليمية والتحالفات، التي تلعب دوراً مؤثراً في إعادة تحمية لبنان كساحة تنفّس لتشابكات الأحلاف.

مشهد التأليف

وغداة إمساك الرئيس المكلّف بزمام المبادرة السياسية والدستورية الحاسمة، واتخاذه قراره النهائي لوضع خاتمة لعملية تشكيل الحكومة، بعد خمسة أشهر وبضعة أيام من تكليفه، كانت الساعات الأخيرة تمخّضت عن معطيات، بدا معها ملف التأليف الحكومي وكأنّه دخل في مربّع تأجيل، بل تعقيد، مردّه الخلاف على موضوع تمثيل النوّاب السنّة المستقلّين من عدمه، خصوصاً أنّ لقاء أول من أمس بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف لم يثمر عن إعلان مراسيم التأليف، وإنما أثمر تَصلّباً في موقفيهما الرافضين لمعالجة هذه العقدة السنيّة من حصتيهما. وعليه، فإنّ الأجواء مقفلة والأمور وصلت إلى حائط مسدود، وبدأ يدور همس عن أنّ الحكومة طارت إلى أجل غير مسمّى لتبقى الأوضاع مجمّدة حتى إشعار آخر.

لا حل

أكدت مصادر مطلعة على حركة التأليف لـ«البيان» أن لا حلّ قريباً في الأفق، وإنّ تصلّب المواقف هو أكبر دليل على تجميد إرادة الحلّ راهناً، إذ بدا واضحاً خصوصاً إلى عون أنّه لم يعد ممكناً حلّ هذه العقدة.

Email