تونس: الاعتداء الانتحاري عمل «معزول» و«بدائي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعتبرت السلطات التونسية الاعتداء الانتحاري الذي أسفر الاثنين عن عشرين جريحاً، ووقع في الشارع الرئيسي في العاصمة، «معزولاً» و«بدائياً»، وأشارت إلى أنها ما زالت تسعى إلى تحديد دوافع المنفذة التي تحمل شهادة جامعية وتتحدر من عائلة متواضعة.

والاعتداء هو الأول منذ قرابة ثلاث سنوات. وخلّف عشرين جريحاً إصاباتهم غير خطرة، بحسب بيان رسمي.

وصرّح وزير الداخلية التونسي هشام الفراتي أن الانتحارية «ليس لديها سجل وليست معروفة لسوابقها أو مظاهرها الدينية». وأضاف «إنه عمل معزول، قوات الأمن في حالة تأهب، لقد تدخلوا بسرعة كبيرة»، معتبراً أن «الاعتداء بدائي».

وقالت مصادر أمنية مساء الاثنين إن الانتحارية لم تكن تحمل على الأرجح «حزاماً ناسفاً»، بل «قنبلة يدوية الصنع». وبين الجرحى العشرين، 15 شرطياً. ولم تتبن أي جهة التفجير حتى الساعة. وقال مصدر في وزارة الداخلية إن البحث جار عن متواطئين مفترضين.

وتم تعزيز انتشار الشرطة في هذه الجادة التي تخضع للمراقبة عادة وحيث تقع وزارة الداخلية والسفارة الفرنسية وكاتدرائية تونس. وأكد منظمو مهرجان أيام قرطاج السينمائية، أحد الأحداث الثقافية الرئيسية في البلاد، في بيان أن المهرجان سيجري كما كان مقرراً بعد بضعة أيام «للاحتفال بقيم التسامح والانفتاح والحياة».

ويؤكد محللون أن تزامن العملية الإرهابية التي وقعت بشارع الحبيب بورقيبة مع المناخ السياسي المتأزم تدفع إلى إدراك خطورة مواصلة المضي في التجاذبات السياسية في فسح المجال لحدوث ما لا يحمده عقباه، واعتبر النائب حسن العماري من حزب نداء تونس أن للعملية الإرهابية قراءات عدة، من بينها أنها عملية نوعية من حيث استهداف الوحدات الأمنية بعد تضييق الخناق على العناصر الإرهابية والانتقال بالعمليات الإرهابية الغادرة من الجبال إلى المدن.

وخلص العماري إلى أن الحرب على الإرهاب هي حرب طويلة الأمد، ومن الضروري على امتداد تواصلها حضور المعالجات المطروحة والتفاعل مع مجمل الإشكاليات.

Email