تقارير البيان

العسل اليمني يتذوّق «مرارة» الانقلاب الحوثي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد مهنة النحالة واحدةً من أهم المهن التي تمثل مصدراً رئيسياً لمعيشة الكثير من الأسر ذات الدخل المحدود في اليمن، لاسيما في المناطق الريفية.

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن عدد الأسر التي تعيش على هذه المهنة كمنتجين لا تقل عن مئة ألف أسرة، أضف إليها الأسر التي تعيش عليها كعمال ومسوقين ووسطاء، ومشتغلين بالنقل...الخ. ولا تقتصر أهمية العسل في اليمن بما يحققه من دخل للعديد من الأسر ذات الدخل المحدود فقط بل بإسهامه في رفد الاقتصاد اليمني بالعملة الصعبة، إذ تظهر إحصائيات التجارة الخارجية للسنوات الماضية الدور المتزايد الذي يلعبه العسل اليمني في رفد الاقتصاد الوطني بالعملات الأجنبية من تصديره إلى خارج الدولة.

معروف عن اليمن إنتاج أجود وأشهر وأغلى أنواع عسل النحل في العالم الأمر الذي يُسعد تجار العسل الذين كانوا يجنون أرباحاً طائلة من بيعه في داخل البلاد وتصديره للخارج. لكن إنتاج وبيع العسل تأثر سلباً بعد انقلاب الحوثيين، وبعد أن كانت محلات بيع العسل في صنعاء تعج بالزبائن كخلية نحل.. يقول بائعو العسل إن أعمالهم تراجعت الآن مع عدم توفر المال لدى الناس لشراء العسل.

وينتج اليمن تشكيلة متنوعة من عسل النحل أشهرها عسل السدر الأغلى ثمناً والذي يُعتقد أن له فوائد علاجية كثيرة. وكان سعر الكيلوغرام الواحد من عسل السدر قبل انقلاب الميليشيات، يصل إلى 160 دولاراً بينما يصل سعر كيلوغرام شمع العسل إلى أكثر من 180 دولاراً.

أضرار الانقلاب

وأدى انقلاب الميليشيات الحوثية لتراجع الكميات المصدرة بنسبة تصل إلى 80 في المئة، فيما لا يمثل تراجع الصادرات سوى مشكلة واحدة من المشكلات التي تواجه من يربون النحل في اليمن. فقد أجبرت انتهاكات الحوثيين اليمنييين على النزوح من منازلهم ومنهم أصحاب مزارع النحل.

فيما تعاظم الضرر على قطاع النحالة بصورة أكبر منذ انقلاب الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران ديسمبر 2014. سواء من حيث الأضرار المباشرة، كالقصف المباشر للمناحل الثابتة والمتنقلة، من الأرض مع تزايد الضرر بصورة أكبر في المناطق التي تشهد مواجهات مسلّحة، أو الأضرار غير المباشرة كصعوبة التنقل وارتفاع كلفتها، حيث النحالة في اليمن هي نحالة متنقلة تعتمد على التنقل بين المراعي المختلفة طوال العام، ونسبة قليلة جداً منها مناحل ثابتة.

يضاف إلى ذلك الصعوبات الناجمة عن انتشار النقاط الأمنية بشكل مكثف وما ترتب عليه من زيادة ساعات السفر عن المعتاد، ناهيك عن تحديد بعض المناطق كمناطق عمليات عسكرية يمنع الاقتراب منها، وإغلاق بعض الطرقات مما يستدعي أن يستخدم النحالون طرقاً بديلةً تتطلب عدة أيام للوصول إليها.

معطيات إحصائية

ويوضح رئيس رابطة النحالين اليمنيين عبدالله ناشر لـ«البيان» أن البيانات الإحصائية تظهر بجلاء أن عدد طوائف النحل خلال العام 2015 قد تراجعت بعد أن كانت تشهد ازديادًا مضطرًا بشكل سنوي، إضافة لارتفاع أسعار المشتقات النفطية وما تبعها من ارتفاع في أسعار كل مدخلات الإنتاج، وقد زاد الأمر سوءاً الانهيار الذي تعرضت له العملة المحلية والذي وصل إلى أكثر من 130 في المئة.

كلمات دالة:
  • اليمن،
  • العسل،
  • العسل اليمني،
  • الحوثي،
  • مخاطر،
  • الجمهورية اليمنية،
  • مهنة النحالة
Email