ينطلق اليوم في الرياض بمشاركة كبرى المؤسسات المالية

«دافوس الصحراء».. حضور عالمي يؤكد الثقة الدولية بالسعودية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تنطلق اليوم في الرياض فعاليات «منتدى الاستثمار السعودي» في نسخته الثانية، حيث يهدف إلى جذب مستثمرين إلى المملكة من أجل تحقيق أهداف وخطط السعودية الطموحة لإنعاش الاقتصاد.

ينظم المنتدى صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذراع الاستثمارية للمملكة وأحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، وتمتد فعالياته على مدار ثلاثة أيام، وقد أطلقت عليه وسائل الإعلام اسم «دافوس الصحراء» تيمّناً بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا.

وكشف الصندوق مؤخراً عن برنامج مبادرة مستقبل الاستثمار لعام 2018 بمشاركة الآلاف من مختلف دول العالم في إطار جدول أعمال غنيّ يتضمن أكثر من 40 جلسة ونقاشات مفتوحة وورش عمل، حيث يسلط البرنامج الضوء على دور الاستثمار في تحفيز فرص النمو، وتعزيز الابتكار، إضافةً إلى مواجهة التحديات العالمية.

ويسعى المنتدى إلى تقديم المملكة كوجهة تجارية واستثمارية مربحة، في إطار مسعاها لتنويع اقتصادها وتمهيد الطريق لمبادرات جديدة وعقود بمليارات الدولارات.

والأمير محمد بن سلمان وليّ العهد السعودي هو صاحب فكرة إطلاق المنتدى، وتعتمد رؤيته لتنشيط الاقتصاد السعودي على جذب استثمارات أجنبية تصل إلى تريليونات الدولارات من أجل توفير فرص عمل لملايين السعوديين الذين سيدخلون سوق العمل خلال السنوات المقبلة.

وقدرت مؤسسة «ماكنزي» أن السعودية تحتاج إلى استثمارات تبلغ 4 تريليونات دولار لخلق 6 ملايين فرصة عمل جديدة بحلول عام 2030، وهو تحدٍّ كبير يواجه السلطات السعودية. ويخطط مصرفيون استثماريون كبار من «إتش إس بي سي» و«كريديه سويس» وغيرهما من المؤسسات لحضور المنتدى.

وذكر «موقع 24» أنه تأكد حضور أكثر من 150 متحدثاً يمثّلون أكثر من 140 مؤسسة مختلفة، إضافةً إلى شراكات مع 17 مؤسسة عالمية. كما يحضر الاجتماعات العديد من رؤساء الدول وممثلون عن الحكومات ورجال أعمال بارزون. ويقوم المتحدثون بمناقشة مجموعة من المواضيع الهامة، من خلال 3 محاور رئيسية هي: «الاستثمار في التحول»، و«التقنية كمصدر للفرص»، و«تطوير القدرات البشرية».

يضاف إلى ذلك، عدد من الأسئلة البارزة، من ضمنها: كيف سيتمكن قادة الأعمال والحكومات من وضع رؤية مشتركة للمستقبل؟ وإلى أي مدى ستسهم رؤوس الأموال الجريئة في تشكيل مستقبل الابتكار؟ وكيف ستغير التقنية الغامرة من أسلوب حياتنا وأعمالنا بالإضافة إلى طرق صنعنا للأشياء.

وتسعى مبادرة مستقبل الاستثمار لهذا العام إلى استكشاف وتطوير الاتجاهات والفرص الاقتصادية المستقبلية، ورسم ملامح القطاعات المستقبلية، بالإضافة إلى مناقشة كيف يمكن للاستثمار المساهمة في التطور والازدهار العالميين. ولا يمثل المؤتمر، الذي يعتبر الحدث الاقتصادي الأكبر في المملكة، أهمية للاقتصاد السعودي فقط، بل يشمل المنطقة، ويعتبر مؤثراً على مستقبل الاقتصاد حول العالم.

واستضاف صندوق الاستثمارات السعودي اجتماعاً في هذا الإطار في الرياض، حضره 2500 شخصية اقتصادية رائدة في مجال الأعمال، مثل المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، وغيرها من الشخصيات الاقتصادية المعروفة.

وقال عضو الجمعية السعودية للاقتصاد الدكتور عبدالله بن أحمد المغلوث إن المنتدى يُعتبر الحدث الأكبر في المملكة والشرق الأوسط، خلال هذه الفترة، لاطّلاعه على الخبرات العالمية وإمكانية عقد شراكات استثمارية من خلال اكتشاف الفرص والإسهام في رسم ملامح مستقبل الاقتصاد السعودي.

وأكد المغلوث أن أهمية مبادرة مستقبل الاستثمار تكمن في المستقبل الاقتصادي تماشياً مع رؤية 2030، التي تؤكد أن المستقبل للاستثمارات التي تأتي بنسبة أكبر من القطاع الخاص، تشجيعاً للمبادرين في الأعمال القائمة على التوسع والاستثمار وجذب الاستثمارات الخارجية.

وقد تأكد حضور العديد من المسؤولين الحكوميين الكبار، حيث يشارك رئيس وزراء باكستان عمران خان، بحسب وزارة الخارجية الباكستانية. كما أعلنت السنغال أن الرئيس ماكي صال سيشارك في المنتدى.

وأكد صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي، مشاركة أكثر من 30 شخصاً من رجال الأعمال ورؤساء الشركات والشخصيات العامة الروسية في المنتدى. ونقل بيان عن الرئيس التنفيذي للصندوق كيريل دميترييف قوله إن العلاقات بين روسيا والسعودية تتطور بسرعة، فالمملكة تنفذ عملية إصلاح مهمة، ليس فقط لمنطقة الشرق الأوسط، بل للعالم بأسره.

ومن المتوقع أن يتم الإعلان خلال المنتدى عن مشاريع بمليارات الدولارات، مثلما تم العام الماضي في منتدى أُعلن فيه عن بناء مشروع مدينة «نيوم» العملاقة. وحققت المبادرة العام الماضي نجاحاً كبيراً، وذلك بمشاركة أكثر من 3800 مشارك يمثلون أكثر من 90 دولة.

 

Email