الجبير: لا تناقض في تقارير السعودية.. ومواقف أعضاء الكونغرس «عاطفية»

خادم الحرمين وولي العهد يعزيان أسرة جمال خاشقجي

ت + ت - الحجم الطبيعي

عبّر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان عن بالغ تعازيهما ومواساتهما لأسرة وذوي الفقيد جمال خاشقجي، في وقت شدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على عدم وجود أي تناقض في المواقف الصادرة عن المملكة العربية السعودية بشأن قضية وفاة خاشقجي، مشيراً إلى أن المملكة كانت في البداية تعتمد على تقرير قدمه الفريق المكلف بمهمة الحوار مع خاشقجي، فيما أكد مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنير أن السعودية حليف مهم للولايات المتحدة.

وأعرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال اتصال هاتفي أجراه بابن الفقيد صلاح جمال خاشقجي عن بالغ تعازيه ومواساته لأسرة وذوي الفقيد جمال خاشقجي، حسب وكالة الأنباء السعودية «واس».

وقد عبر صلاح خاشقجي عن عظيم شكره لخادم الحرمين الشريفين على مواساته لهم في الفقيد. كما أجرى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع اتصالاً هاتفياً بصلاح جمال خاشقجي، عبر فيه عن عزائه ومواساته له ولكل أسرته في وفاة الفقيد.

لا تناقض

في الأثناء، قطع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بعدم وجود تناقض في التفسيرات التي قدمتها حكومة المملكة لقضية وفاة المواطن جمال خاشقجي، وقال الجبير في المقابلة التي أجرتها معه قناة فوكس نيوز الأميركية، إن الرواية الأولى كانت تعتمد على التقارير التي قدمها الفريق المكلف بالحوار مع جمال خاشقجي، وأضاف الجبير أن الفريق قدم تقريراً يفيد بأن الرجل غادر القنصلية.

مشيراً إلى أنه وبمجرد أن علمت المملكة بعدم توافق التقارير التي قدمت إلينا مع التركية، وجه خادم الحرمين الشريفين المدعي العام بفتح تحقيق، وهو ما فعله قبل تسعة أيام، وبمجرد أن تم التأكد من أن خاشقجي توفي داخل القنصلية قام المدعي العام بإصدار أوامر باحتجاز 18 شخصاً للاستجواب، كما أصدر خادم الحرمين أوامره بإقالة عدد من المسؤولين بخصوص هذا الملف.

ونصح الجبير أعضاء الكونغرس الأميركي بضرورة توخي الموضوعية وانتظار نتائج التحقيق، مشيراً إلى أن مواقفهم مبنية على العاطفة، وقال الجبير: «كيف لإنسان يوجد على بعد 6 آلاف ميل عن حـادثة وقعت أن يصل إلى نتائج»، مؤكداً أن السعودية عازمة على الوصول إلى الحقائق كافة ونشرها وأنها ستحاسب جميع المسؤولين عما حدث باعتباره جريمة لا يمكن السكوت عليها.

وأضاف أن تاريخ المملكة منذ 80 عاماً لم يشهد مثل هذه الواقعة، والسعودية حريصة بألا تتكرر هذه الواقعة، وأكد أن خادم الحرمين الشريفين عازم على كشف كل حجر ومعرفة وإظهار كل الحقائق، ومعاقبة أولئك الذين وراء ما حدث، ونحن عازمون أيضاً على ضمان أن المؤسسات التي تتعامل مع الاستخبارات تم فحصها وموازنتها في ذلك وضمان أن شيئًا من هذا لا يمكن أن يحدث مرة أخرى.

وقال الجبير: «الملك سلمان عازم على استمرار التحقيقات، وعازم على إظهار الحقائق، وعازم على محاكمة المسؤولين عن الحـادثة، وعازم على وضع سياسات وإجراءات تمنع تكرار حدوث هذه الحـادثة مرة أخرى».

تجاوز صلاحيات

وبشأن ما تداولته بعض الأجهزة الإعلامية عن وجود مقربين من ولي العهد السعودي ضمن الفريق الذي توجه إلى إسطنبول للقاء خاشقجي، قال الجبير: «لم يكن هناك أشخاص قريبون منه، بل كان هناك صور لأشخاص كانوا ضمن فريقه الأمني من وقت لآخر، لكن هذا طبيعي لأن الفرق الأمنية تتغير من وقت لآخر ولا يعني وجودهم في فريقه الأمني أنهم قريبون منه، ولي العهد نفى ذلك، ولي العهد ليس له علاقة بهذا، حتى أعضاء الاستخبارات ليس لديهم علاقة بهذا، هذه عملية فردية، تجاوزوا الأوامر والمسؤولية التي لديهم وارتكبوا خطأ».

وبشأن إرسال 15 رجلاً للحوار مع خاشقجي وأنه تعارك معهم قال: «لا أعتقد أن الـ 15 رجلاً كانوا في القنصلية عندما وقعت الحـادثة، ولكننا نتحرى عن كل عضو في الفريق لمعرفة كيف تم تشكيلهم وما أدوارهم، وذلك لكي نعرف ما حدث داخل القنصلية، والتحقيقات ما زالت في بداياتها، ولكن سوف ننهي التحقيقات لأجل الحصول على الصورة كاملة والتعرف إلى المتسببين ومحاسبتهم، وإطلاع الجميع عما حدث».

علاقات استراتيجية

وعن العلاقات السعودية الأميركية قال وزير الخارجية السعودي: إنها علاقات تاريخية واستراتيجية، ولدينا مصالح عظيمة نتشاركها معاً، ولدينا علاقات تجارية عظيمة، ولدينا مشاكل في الأمن مهمة للبلدين، ونعمل بشكل قريب من بعض في مواجهة الإرهاب والتشدد وتقويض السياسات العدوانية الإيرانية في المنطقة، ونحاول إحلال السلام في البحر الأحمر والقرن الأفريقي وباكستان وأفغانستان، والعلاقة مهمة بشكل كبير جداً بين البلدين استراتيجياً، وأضاف: «أعتقد أنه عندما تنتهي التحقيقات وتظهر الحقائق ويعلم الناس مَن المسؤول ويرونهم يعاقبون، ويرون الإجراءات توضع في مكانها لعدم تكرار ذلك، سيجعل تلك العلاقة تتعدى هذه الحـادثة».

وفي سياق ذي صلة قال المستشار في البيت الأبيض جاريد كوشنير: إن السعودية حليف مهم للولايات المتحدة. وأضاف كوشنير أن بلاده ما زالت في مرحلة البحث عن حقائق في قضية خاشقجي. وأكد كوشنير أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ووزير الخارجية مايك بومبيو سيقرران الخطوة المقبلة بعد معرفة الحقائق في قضية خاشقجي.

إشادة

أشاد مجلس الوزراء بمملكة البحرين بالقرارات التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بشأن قضية المواطن جمال خاشقجي لما تجسده من تكريس لنهج قويم حكيم طالما التزمته المملكة، ولم تحد يوماً عنه في سياساتها، يقوم على ترسيخ الحق وإرساء قيم العدالة.

ورحب مجلس الوزراء، في جلسته الاعتيادية الأسبوعية، التي عقدها أمس برئاسة الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، بالخطوات الموفقة والقرارات الحاسمة لخادم الحرمين الشريفين في محاسبة المقصّر أياً كان، والتعامل مع أي تقصير أو خطأ دون اعتبار سوى الحقيقة وجلائها بكل نزاهة وموضوعية، مؤكداً أن المملكة العربية السعودية كانت وستظل دولة القانون والمبادئ التي ترتكز على العدل والإنصاف وصيانة الحقوق وإحقاق الحق.

Email