أصابع «الحمدين» تعبث بالتهدئة في غزّة

مخطط قطري - إسرائيلي للإطاحة بعباس

ت + ت - الحجم الطبيعي

يسعى «تنظيم الحمدين» الى تقويض سلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس والاطاحة به، بالتزامن مع تخريب مساعي التهدئة المصرية في قطاع غزة، دافعاً عناصره إلى التصعيد مع إسرائيل، وطبقاً لمصادر «البيان» في القطاع فإن الدوحة تلعب بطرق عدة إلى إخراج مصر من معادلة التسوية، وتستخدم جميع السبل الهادفة إلى تحقيق هذه الغاية، مشيرة إلى أن «تنظيم الحمدين» فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق غايته بعد إعلان مصر استمرار جهودها.

وقال تقرير، نشرته صحيفة إسرائيلية متخصصة، إن قطر تسهم في تقويض سلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وترسخ حركة «حماس» في قطاع غزة.واستعرضت صحيفة»غلوبوس» الاقتصادية الإسرائيلية المتخصصة، في تقرير بعنوان» المسار القطري»، قيام نظام الحمدين بتمويل إدخال وقود إلى غزة التفافا على السلطة الفلسطينية، مشيرة إلى أن إسرائيل «تسمح بذلك».

وقالت إن السفير القطري محمد العمادي قام بزيارات متكررة إلى إسرائيل، ولديه قناة اتصال مباشرة مع المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم وزير التعاون الإقليمي تساحي هنغبي، والتقى في قبرص قبل نحو شهرين وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان.

وأشارت إلى أنه إضافة إلى تمويل شراء الوقود من شركات إسرائيلية فإن أمير قطر قرر تخصيص 150 مليون دولار لدفع رواتب موظفي حركة «حماس» في غزة.

وكشف التقرير للمرة الأولى عن مخطط قطري، إسرائيلي، أميركي للتخلص من الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يرفض «صفقة القرن» .

وقال «تنظر إسرائيل إلى النشاط القطري كوسيلة لمنع -أو على الأقل- تأجيل حرب أخرى مع حماس، يتم مشاركة هذا الموقف أيضا من قبل الولايات المتحدة، ويرى الأميركيون ذلك كطريقة أخرى للتخلص من أبومازن والسلطة الفلسطينية بسبب تصريحاتهم ضد ترامب ومبعوثيه ورفضهم مناقشة خطة السلام الأميركية، ومن ناحية أخرى فإنه من الواضح أن تدفق الأموال القطرية يساعد حماس على الحفاظ على سيطرتها».

بالتزامن أشارت مصادر لـ»البيان» إلى أنه وبعد فترة طويلة من الهدوء في القطاع، واقتصار رفض الحصار الإسرائيلي للقطاع على مسيرات العودة السلمية، بمسيرات وتظاهرات سلمية على طول السياج الفاصل، تحركت أصابع قطر المشبوهة لتخريب الجهود المصرية بإطلاق صواريخ من نوع غراد من قطاع غزة إلى بئر السبع المحتلة.

تحرك مشبوه

وأكدت المصادر، أن هذا التحرك المشبوه للجهات الخفية، اختار الوقت الصعب لسكان قطاع غزة بإطلاق الصاروخ منتصف الليل، بعد ساعات قليلة من وصول اللواء أيمن بديع وكيل المخابرات العامة المصرية، ويضم في عضويته العميد أحمد الخالق مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية.

وردت إسرائيل على الفور بقصف عدة مواقع عسكرية في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد شاب وإصابة آخرين بعد وقت قليل من سقوط الصاروخ في مدينة بئر السبع المحتلة، في ظل وساطات مصرية لإعادة الهدوء.

دور قذر

وقال المحلل السياسي د. ناصر اليافاوي، إن قطر تقوم بدور مشبوه بشكل مباشر وغير مباشر في غزة خاصة أن الصاروخ أطلق في وقت حرج، وتزامن مع وجود الوفد المصري لمحاولة ضرب الجهود الحثيثة للأشقاء المصريين بغزة مع قرب التوصل لتهدئة فلسطينية فلسطينية.

وأضاف اليافاوي لـ«البيان»، إن قطر حاولت بهذا التدخل المشبوه إرسال رسائل سياسية باستهداف مبنى مهجور في بئر السبع لضرب أي اتفاق أو نجاح فلسطيني يبعدها عن المشهد السياسي الفلسطيني، وأبان اليافاوي أن مصر استدركت هذه اللعبة القطرية القذرة، وقررت استكمال جهودها في الأيام المقبلة، بإعلان زيارة قريبة أخرى لغزة ضمن جولات التوصل لتهدئة في قطاع غزة.

عمل ارتجالي

من ناحيته، اعتبر القيادي في الجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة، إطلاق الصواريخ عملاً ارتجالياً خارجاً عن إطار التوافقات الفلسطينية، بهدف قطع الطريق على كل الجهود المبذولة لكسر الحصار، بما فيها التدخل المصري، وإعطاء ذريعة للاحتلال للتصعيد ضد قطاع غزة.

وأضاف: «المقاومة استدركت الأمر وأصدرت بياناً بعدم تفرد جهة معينة بالرد، وهي من تحدد الموقف، ولكن اختيار هذا التوقيت بعد دخول الوفد المصري يتم إطلاق الصواريخ، هدفه قطع الطريق على الجهود المصرية المبذولة لتثبيت وقف إطلاق النار».

وفي السياق، قال المحلل السياسي د.جمال أبو نحل، إن إطلاق الصاروخ في هذا الوقت الحرج بالتزامن مع تواجد الوفد المصري في قطاع غزة، جاء لتخريب الجهود المصرية، وأصبح بذلك إطلاقه ليس من أجل المقاومة والوطن، بل من أجل تخريب الجهود المبذولة من أجل التهدئة في قطاع غزة.

Email