استطلاع «البيان»: رهان صعب على حل سياسي في سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتوجه أنظار السوريين في السابع والعشرين من شهر أكتوبر الجاري إلى تركيا، حيث تنعقد قمة رباعية بمشاركة تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا، تناقش العملية السياسية في سوريا، وملف محافظة إدلب في الشمال السوري، التي تُعتبر آخر معاقل المعارضة المسلحة، وسط نُذر حراك يُمهد الطريق للعملية السياسية المرتقبة لإنهاء النزاع المتواصل منذ عام 2011، لكن يبقى الرهان صعباً في تحقيق ذلك.


وتقاربت الأرقام في استطلاع «البيان»: «هل القمة الرباعية في إسطنبول ستسهم في حل الأزمة السورية»، إذ اعتبر 60 في المئة من المستطلعة آراؤهم أن القمة لن تضيف شيئاً في ظل مقاربات سياسية مختلفة (داخلية وخارجية) وبين الدول الكبرى لإنهاء الصراع في سوريا، بخاصة مع تفاقم أزمة المهاجرين، بينما أكد 40 في المئة أنها خطوة في طريق الحل السياسي.


نتائج متقاربة


أما على حساب «البيان» في «تويتر»، فكانت النتائج متقاربة نوعاً ما، إذ اعتبرت نسبة 81 في المئة من المستطلعة آراؤهم أن القمة ستبحث أكثر في مصالح الدول، بينما قال 19 في المئة إن هناك أملاً نسبياً في عودة الاستقرار على الرغم من الصعوبات المتعددة. والشيء نفسه بالنسبة إلى الاستطلاع على «فيسبوك»، حيث اعتبر 80 في المئة من المستطلعة آراؤهم أن الوضع يحتاج إلى حل داخلي أكثر من حل دولي.


ويقول عضو هيئة التفاوض التابعة للمعارضة السورية، المهندس أحمد العسراوي، في تصريحات خاصة لـ«البيان»، أن تركيا، من خلال الدعوة إلى هذا الاجتماع الرباعي الذي يضم إضافة إلى روسيا كلاً من فرنسا وألمانيا، تحاول أن يكون هناك دعم من قبل الاتحاد الأوربي للاتفاق الذي تم بين أنقرة وموسكو أخيراً (اتفاق سوتشي) الخاص بالوضع في إدلب وعدم قيام النظام بعملية عسكرية فيها، وبالتالي «نحن نشجع مثل تلك الاجتماعات التي تدفع إلى الحل السياسي».


وقت مهم


وفي تصوّر مساعدة رئيس تيار بناء الدولة السورية منى غانم، فإن القمة الرباعية «تأتي في وقت مهم سياسياً، وهو عملياً انتهاء عملية جنيف وبدء التأسيس لمسار جديد دولي معتمد على التوافق الروسي التركي الذي هو أساس مسار أستانة ومن بعده مسار سوتشي»، على حد قولها.


هذا المسار، وفق ما تؤكده غانم لـ«البيان»، في تصريحات خاصة عبر الهاتف، سيضم الدول الأكثر اهتماماً بالملف السوري، «وربما سيمهد للعملية السياسية المرتقبة».


من جهته، أكد رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية، د. محمد مصالحة، لـ«البيان»، أنّ ملف إدلب سيكون ملفاً أساسياً في هذه القمة، وخاصة أن هناك تقارباً روسياً تركياً بشأنه يتمحور حول أهمية تجنيب إدلب استخدام القوة العسكرية، وما سينتج عنها من خسائر بشرية كبيرة، فما حصل من توافق بين تركيا وروسيا لإقامة مناطق عازلة وتصنيف المسلحين والجهات التي يتبعونها يعد خطوة مهمة جداً.


أضاف مصالحة: «يعتمد الحل السياسي الطويل الأمد على كيفية ومدى استجابة المسلحين، فهناك أنواع ترفض المصالحة. ومع الوقت، بعد إضعاف صفوف المسلحين، سيتم ترويض عدد كبير من الفصائل التي تعتبر متشددة. في هذه القمة أيضاً، سيُطرح ملف إعادة الإعمار الذي ستسهم به تركيا».


أساس العملية السياسية


في الأثناء، قال الخبير الأمني د. بشير الدعجة: «إن القمة الرباعية في إسطنبول ستركز في البداية على اتفاق إدلب وجوانب الأزمة السورية، وبالذات إعادة الإعمار وعودة اللاجئين، للبحث عن دول مانحة لعملية الإعمار، وأخذ ضمانات من قبل النظام السوري لعودة السوريين بشكل آمن بعيد عن التعرض لهم، وأخذ إجراءات تعسفية بحقهم».


واصل الدعجة: «هذه التفاهمات ستكون الأساس لإنعاش العملية السياسية في سوريا، فهناك أمل نسبي في عودة الاستقرار على الرغم من الصعوبات المتعددة».

Email