الوقود القطري يُبقي نار الانقسام الفلسطيني مشتعلة

أهل غزة أدركوا مبكرًا نوايا قطر ورشقوا مندوبها بالأحذية | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

المشاريع التي تنفذها قطر في قطاع غزة منذ سيطرة حركة حماس، بما فيها شحنات الوقود، لا تقنع أي فلسطيني، خارج دائرة «حماس» بأنها مساعدات إنسانية لسكان القطاع، إنما تبطن أهدافاً خبيثة أبسطها تبييض الأموال المقدمة لـ«حماس»، ومساعدتها على إطالة أمد الانقسام ومنع المصالحة الفلسطينية.

المحلل السياسي ناصر اليافاوي قال إن قطر تحاول تبييض أموالها المقدمة لغزة، التي تصل في النهاية إلى «حماس» ضمن مسمى مشاريع إنسانية. وأوضح أن قطر تريد أن تثبت للعالم أنها تحاول تقديم مساعدات، وهي بطبيعتها مساعدات مسمومة، وتسعى لإطالة أمد الانقسام. وأضاف: «مشاريع قطر بغزة تهدف إلى إطالة أمد الانقسام، وإعطاء طوق النجاة للمتخندقين وراء الانقسام لإطالة عمرمهم الزمني، بالإضافة لفرملة المشروع الوطني».

ولفت إلى أن قطر تسعى من مشاريعها لوضع موطئ قدم لها داخل غزة، باعتبارها طوق النجاة لها، وتستطيع أن تصدر دورها للعالم، وتلعب في الساحة الدولية، محاولة بذلك أن تتحدى الدول المقاطعة لها، مضيفاً: «فشلت قطر فشلاً ذريعاً في سياساتها أمام دول المقاطعة لمحاولة الهروب من المأزق التي وضعت نفسها فيه».

وأكد أن الفلسطينيين يعرفون أن الدور القطري لا يوجد به نقاء وأهداف نبيلة؛ لأن الأهداف النبيلة تكمن في تشغيل الخريجين العاطلين عن العمل.

تجاوز السلطة

إلى ذلك، قال القيادي في الجبهة الشعبية رباح مهنا، إن التدخل القطري في الشؤون الفلسطينية، وتجاوز السلطة الفلسطينية في إدخال الوقود لمحطة الكهرباء، جاء نتيجة الانقسام الفلسطيني، وبعض التصرفات الخاطئة للسلطة، التي أدت لمزيد من التدخلات، وزادت الأمور تعقيداً. وأضاف: «قطر ساعدت وساهمت في تقوية الانقسام ومساعدة حماس، باتجاه فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، وتمديد المشروع الذي يهدد القضية الفلسطينية».

وقال القيادي في حركة فتح يحيى رباح إن كل مَنْ يريد أن يفعل شيئاً لغزة، إذا لم يمر عبر السلطة الفلسطينية وباتفاق معها، فإنه غالباً ما يكون مشبوهاً ويمثّل أجندة إسرائيلية.

وعلّق على إدخال السولار القطري عبر الأمم المتحدة قائلاً: «أي اتفاق بعيد عن السلطة والقيادة الشرعية يكون مشبوهاً ومعادياً ويخضع لأجندة إسرائيلية وأميركية، وهو تساوق مع أهدافهما، ويقوم بذلك بنفس الدور الذي تقوم به حماس منذ فترة طويلة».

وقال المحلل السياسي أكرم عطالله إن إدخال قطر الوقود عبر الأمم المتحدة لتشغيل محطة التوليد وتجاوز السلطة الفلسطينية، يدلل على البدء في مرحلة جديدة، تعطي إشارات شديدة الخطورة على فصل غزة. وأضاف: «ما يجري بهذا الشكل هو أننا نسير بالاتجاه الذي تريده إسرائيل بمساعدة قطر، وهو فصل غزة عن الضفة، وهي أول دولة تعمل على تجاوز السلطة».

Email