تقارير البيان

الميليشيا تقود الحرب على العملة الوطنية

ت + ت - الحجم الطبيعي

مثلما تسببت في اندلاع الحرب وتشريد الملايين، تواصل ميليشيا الحوثي الإيرانية المضاربة بالريال اليمني في مقابل الدولار الأميركي ما تسبب في انهيار كبير في سعر العملة الوطنية وارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع والبضائع، فيما يواصل قادة الميليشيا الثراء وتكديس ملايين الدولارات داخلياً وخارجياً.

ووفق ما أكد السياسي والدبلوماسي اليمني، ياسين سعيد نعمان، فإنه في حال سقوط سعر الريال يكون الانقلابيون بذلك قد استكملوا إغلاق الحلقة الشريرة التي حشروا فيها البلاد برؤيا انتقامية ممنهجة لا تخطر على بال.

وشدد نعمان على أن الحوثيين يصنعون الجزء الأكبر من مشكلة التدهور السريع لسعر العملة المحلية بإصرارهم على مواصلة منهج الحرب لما يوفره هذا الوضع من ظروف تسمح لهم بمواصلة المهزلة التي يمارسونها في المضاربة بالريال بواسطة شبكة واسعة من ذوي الضمير الميت ممن يتكسبون من معاناة الناس بشراء الدولار وغيره من العملات من الأسواق بأسعار خيالية لا يحكمها أي ضابط من ضوابط السوق المعروفة.

وقال إن الأموال بالريال التي بيد هؤلاء تعود في الأساس إلى المصادر التي تجبى خارج إطار الدورة المالية والنقدية التي يشرف عليها البنك المركزي وهي ضخمة لدرجة لا تقل عن 40٪ من حجم النقد المتداول.

مصالح أنانية

وتساءل عن أي ضمير يحمله هؤلاء الذين يبحثون عن الثراء على جثث مواطنين يطحنهم الجوع والفقر، مشيراً إلى أن المشكلة غدت بحجم كارثة لا يمكن أن تبقى موضوع مداولات بين أجهزة لا تتوفر لديها القدرة ولا الأدوات المناسبة لمواجهة مشكلة بهذا المستوى من التفاقم المريع.

ونبه إلى أن جزءاً كبيراً من المشكلة هي شبكة مصالح أنانية لا يحكمها حد أدنى من الأخلاق، ويقودها أناس تجردوا من الدوافع الإنسانية التي تربطهم بهذه الأرض سوى ما تبعثه فيهم نزعات التسلط من دوافع لمراكمة أدوات النفوذ لفرض خيار الأمر الواقع.

نهج خبيث

بدوره يؤكد الصحافي المختص في الشؤون الاقتصادية محمد العبسي، أن الحوثيين يقفون خلف أهم أسباب انهيار سعر الريال بنهج خبيث وممارسات تقود إلى مزيد من انهيار الريال أمام العملات الأجنبية، وهذا يخدم أهدافهم في إفقار الناس لضمان إحكام قبضتهم على السلطة في مناطق سيطرتهم.

وأوضح أن من أهم أسباب تدهور العملة المحلية أن الحوثيين احتكروا أعمالاً تجارية كثيرة في مقدمتها استيراد النفط والغاز، حيث يستولون على حصة شركة النفط كاملة ويحيلون الإيرادات التي كانت تجنيها الشركة العامة إلى إيرادات خاصة، وعبر شركات خاصة يملك أغلبها عبد السلام فليتة المعروف باسم محمد عبد السلام وعبد الملك الحوثي وعمه عبد الكريم الحوثي الحاكم الفعلي لصنعاء.

وأوضح أن الميليشيا وخوفاً من مصادرة الأموال المنهوبة التي يشتغلون بها فإنهم تجنبوا تماماً التعاملات المصرفية وفتح الاعتمادات المستندية عبر البنوك وذهبوا لتهريب أموال طائلة بالعملة الصعبة خارج اليمن لتمويل عمليات الاستيراد.

وقال إن هذا النهج الخبيث لاستنزاف العملة الصعبة سرَّع وتيرة انهيار العملة المحلية بشكل كبير. فهم يعودون لبيع المنتجات النفطية بالريال ويجمعونها مرة أخرى لشراء ما تبقى من عملة صعبة في السوق المحلية ويقومون بتهريبها مجدداً للخارج لاستيراد دفع جديدة.

 

Email