تقارير البيان

ثورة 26 سبتمبر قدر اليمنيين لمواجهة خرافة «الولاية»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمثل ثورة 26 من سبتمبر 1962، الثورة التي حررت اليمنيين من الثالوث الإمامي البغيض (الفقر، الجهل، المرض)، وتأتي الذكرى الـ56 هذه الأيام لتعني دلالات احتفاء فارقة ضد انقلاب الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران.

استعادة روح سبتمبر

ويحتاج اليمنيون اليوم حسب علي الصراري، المسؤول الإعلامي والسياسي لرئيس الوزراء، أكثر من أي وقت مضى لاستعادة روح الثورة السبتمبرية ووهج نظامها الجمهوري وإزالة ما علق بهما من تشوّهات تسببت بها سنوات طويلة من الانحراف والتنكر لمبادئ وأهداف الثورة والجمهورية، التي مهَّدت في نهاية المطاف، حسب قوله، لحدوث هذه النكسة البشعة بعودة الإمامة وسيطرة خرافات الولاية، ومحاولة إنشاء نظام عنصري أكثر تخلفاً ودموية من ذلك النظام الذي كان قائماً قبل ثورة 26 سبتمبر 1962.

ويضيف الصراري: «اليمنيون بحاجة اليوم لبعث القيم الحقيقية للثورة والجمهورية وإسقاط كافة المزاعم الخائبة التي تدعو للتمييز الطائفي وإحياء قيم الكفاح الوطني ضد الاستبداد والتخلف والرجعية الإمامية الكهنوتية»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن التغلب على خرافات الولاية بغير قيم الجمهورية والمساواة والديمقراطية وتحويل هذه القيم الى حقائق ملموسة قائمة على الارض».

خرافة الولاية

وقال د. محمد المخلافي، وزير الشؤون القانونية الأسبق الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني: «اعتقدت الغالبية العظمى منا كيمنيين قبل عام 2014 أن ثورة 26 سبتمبر 1962 قد جعلت من حكم الكهنوت الإمامي نظاماً بائداً في ذمة التاريخ وأن النظام الجمهوري صار في مأمن من الانقضاض عليه أو الارتداد عنه، وأنه لم يعد هناك أحد يمكن أن يفكر في استعادة حكم همجي يتكئ على دعامتين خارج التاريخ، هما وهم الفئة المختارة وخرافة حقها في الحكم (الولاية) دون غيرها».

المواطنة المتساوية

ويضيف المخلافي: «غير أننا نحتفي اليوم بالذكرى السادسة والخمسين للثورة المجيدة، وأجزاء عزيزة من اليمن تقع تحت سيطرة جماعة تدعى الحق الإلهي في الحكم دون غيرهم من اليمنيين، وهو ادعاء ترتبت عليه ويلات وفظائع خلفتها حربهم العدوانية على اليمنيين، باستثناء قلة قليلة من ضحايا الجهل الذين ليس لهم من سبيل إلى العيش غير استخدام أجسادهم في الدمار والقتل والترويع، ولعل الأسوأ في ادعاء الحق في الحكم باصطفاء إلهي اعتماداً، على الوهم والخرافة، هو الجهر بدعوة عنصرية تنكر على اليمنيين حقهم في المواطنة المتساوية وعدم التمييز وأنهم مصدر السلطة التي تحكمهم».

ولهذه الأسباب فإن اليمنيين مدعوون جميعاً، حسب المخلافي، إلى الاحتفاء بثورة 26 سبتمبر ثم ثورة 14 أكتوبر للدفاع عن منجزاتهما، وهو دفاع عن النظام الجمهوري وعن حق المواطنة والكرامة الفردية والجماعية للمواطن التي لا تهدر من قبل أي عدوان أكثر من عدوان التمييز ونكران الحق في المواطنة والمساواة.

دلالات كبيرة

من جانبه، يؤكد نبيل عبدالحفيظ، وكيل وزارة حقوق الإنسان، أن السادس والعشرين من سبتمبر يعني الكثير لنا كجيل نشأنا وترعرعنا في كنف هذه الثورة، التي صبغتنا بتعليمنا بثقافتنا بوجداننا، وكان آباؤنا من قام بهذه الثورة لتحريرنا من الجهل والفقر والمرض، لكنها اليوم تعني لنا دلالات كبيرة لأننا أمام إمامة تريد إعادة نفسها وفئة تريد إعادة ذلك الماضي البغيض.

قدر بثورة مستمرة

ويضيف عبدالحفيظ: «لذلك نقول نحن اليوم أكثر تمسكاً بثورة 26 سبتمبر 1962 بل نعتبرها الثورة الأم لكل الثورات اليمنية في إطار التحرر من الكهنوت والظلم والطغاة، وستظل 26 سبتمبر نبراساً لنا جميعاً، والوهج الذي نسير على خطاه ولن نتخلى عنه، بل أصبح لنا الآن الثورة الأساس التي ننشدها ونتحرك من أجل أن تستمر هذه الثورة، ويبدو أن قدرنا في اليمن أن تظل ثورة 26 سبتمبرمستمرة ضد الطغيان، لأنه للأسف لا يزال الحالمون بالوهم الذي يسكنهم من أجل إعادة هذا الظلم، ما زالوا موجودون، ولذلك لابد أن تبقى الثورة ولابد أن تستمر».

ثورة عظيمة

يقول د. عبدالله ناشر، عضو مؤتمر الحوار الوطني والأستاذ بجامعة صنعاء، إنه لم تكن تدرك الأجيال التي وُلدت بعد ثورة 26 سبتمبر عظمة هذه الثورة بشكل جليّ -وأنا أحدهم- كونها لم تعش النظام الإمامي بكل عنصريته وتخلفه، فجاء الإماميون الجُدد (الحوثيون) ليظهروا تلك الصورة القاتمة لمرحلة الإمامة المقيتة. لكننا اليوم نحتفل بسبتمر 1962 ونحن أكثر وعياً وإدراكاً لِكَمْ كان ذلك النظام مقيتاً ومدمراً لكل شيء جميل في اليمن. واليوم كذلك، يؤكد ناشر أنه وكنتاج للانقلاب الحوثي، أصبحت أجيال ما بعد سبتمبر 1962 تشعر بعظمة تلك التضحيات التي قدمها ثوار سبتمبر. وحتى كلمات الأناشيد الوطنية نستمع لكلماتها بروح مختلفة عما كنا نستمع لها قبل الانقلاب الحوثي في 21 سبتمبر 2014.

كلمات دالة:
  • اليمن،
  • الجمهورية اليمنية،
  • ثورة 26 سبتمبر،
  • 26 سبتمبر،
  • شعلة الثورة
Email