تقارير « البيان »

الاحتلال يستغل الهزات الأرضية لهدم الأقصى

نفق أسفل المسجد الأقصى المبارك

ت + ت - الحجم الطبيعي

دقّ حجر كبير سقط مؤخراً من أحد الأسوار المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، نتيجة للحفريات الإسرائيلية المستمرة، ناقوس الخطر، حيال نوايا الجمعيات الاستيطانية الدينية الإسرائيلية، تحقيق أطماعها بهدم المسجد المبارك، وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه.

أطماع تلك العصابات، معروفة وهي ليست جديدة أو سريّة، فهي تعمل في وضح النهار، لأسرلة الحرم القدسي الشريف، ولا تتوقف عن مطالبتها بهدم المسجد الأقصى، القبلة الأولى للمسلمين، لتحقيق أطماعها بإقامة هيكلها المزعوم مكانه، حيث تزعم زوراً وبهتاناً، أن هذا المكان هو بالأصل للهيكل، وبالتالي يجب إعادة بنائه في هذا المكان المقدس.

وعقب احتلال القدس العام 1967، هدمت جماعات «أمناء الهيكل» حارة المغاربة بالكامل، وشردت سكانها، وعملت على توسيع الساحة المحاذية لحائط البراق، الذي يسمّونه «حائط المبكى»، ومنذ 51 عاماً، هي عمر احتلال مدينة القدس، تواصل تلك العصابات عمليات الحفر تحت ساحات الحرم القدسي الشريف.

وفي الأنفاق المحيطة به، وهناك حفريات بمسافات طويلة، وارتفاعات عالية، وكل هذا وذاك، يجري بمباركة ودعم وتأييد من حكومة نتنياهو الاستيطانية المتطرفة، وليس أدلّ من ذلك، عقدها أحد اجتماعاتها في أحد الأنفاق، أسفل المسجد الأقصى.

جرس إنذار

ولعل ما حدث مؤخراً، من سقوط لحجر ضخم، من أحد أسوار المتحف الإسلامي بالمسجد الأقصى المبارك، جراء انهيار مفاجئ بالسور، يعدّ بمثابة جرس إنذار، لتداعيات أخرى قادمة للحفريات المستمرة، وعلميات هدم موسعة، بحيث تطال أجزاء أكبر من أسوار المسجد، أو حتى جدرانه.

وحذر مدير مركز علوم الأرض وهندسة الزلازل الفلسطيني، الدكتور جلال الدبّيك، في تصريحات لـ«البيان» من استغلال الجماعات الإسرائيلية المتطرفة، الهزات الأرضية، مثل التي ضربت مناطق مختلفة من الأراضي الفلسطينية المحتلة مطلع ومنتصف الشهر الماضي، لهدم أجزاء واسعة من أسوار المسجد الأقصى، ومن ثم تمرير أفعالها تحت غطاء الزلازل والهزات الأرضية.

كانت الأراضي الفلسطينية قد تعرضت بالفعل خلال الفترة الأخيرة، إلى أكثر من عشر هزات أرضية، لا سيما في منطقة طبريا، وشمال البحر الميت، ولعل سقوط الحجر في هذا الوقت بالذات، يؤشر بوضوح على نوايا خبيثة لتلك العصابات.

بدورها، أكدت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، أن الحفريات الإسرائيلية المستمرة تحت ساحات المسجد الأقصى المبارك وأسفل أسواره، تستهدف ربط شبكة الأنفاق ببعضها، وصولاً لأطماع إسرائيلية، بالنيل من المسجد وهدمه، محذرة في الوقت ذاته من خطورة ما يجري، وتداعيات هذه الحفريات.

ويشكل هذا الانهيار في سور القدس من جهة حائط البراق تحديداً، وإن كان بـ«حجر» في هذه المرة، مؤشراً خطيراً على تداعيات ومخاطر قد تكون أكثر فظاعة، تجاه أرض الإسراء والمعراج، ومسجدها الأقصى المبارك، خصوصاً أن «أمناء الهيكل» لا يكلّون ولا يملّون من السعي لتحقيق أهدافهم المدمرة.

 

Email