فلسطين

داليا شراب شابة فلسطينية تخترق الحدود وراء الهدف

داليا شراب

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يمكن إجمال ما يميز هذه الشابة في سطور عدة، ولك أن تدرك حجم مثابرتها حين تعرف أنها حاصلة على شهادات جامعية في أكثر من تخصص منها الفيزياء، التعليم، الإعلام، إدارة الأعمال وغيرها من التخصصات والدورات في مجالات عدة. وهي تطمح للتعلم أكثر وأكثر، وتحاول التعرف على كل جديد حولها.

منذ صغرها لم تلجأ لمشاهدة أفلام الكارتون فحسب بل كان شغفها يرنو نحو الأفلام الوثائقية التي تتحدث عن عالم الفلك والطبيعة، وتتسمر عيناها أمام البرامج التي تروي سيرة أحد العلماء.

داليا شراب، شابة من قطاع غزة تعد من أوائل المساهمين في «نادي الفلك» وهو ناد أنشأته مجموعة من الشباب المبدع في قطاع غزة، في محاولة للهروب من تفاصيل حصار خناق وتداعيات حروب ثلاثة، إلى أجواء تعج بالدهشة والجمال والتفكر في صنع الله ودراسة كيفية حدوث الظواهر الطبيعية.

وعن النادي تقول داليا: هدفنا هو بث الأمل في نفوس الشباب والشابات في قطاع غزة ومنحهم الطاقة اللازمة لهم فالنادي يشجع المهتمين بالمجال على استكشاف كل ما هو جديد في عالم الفلك والتعرف على الكواكب وتفاصيل هذه الكواكب وقمنا في النادي بعدة فعاليات وأنشطة استطعنا من خلالها الترويح عن المشاركين وتعريفهم بعالم الفلك.

نجاح داليا لم يقتصر عند هذا الحد، بل عملت مدرّسة وناشطة في مراكز لدعم الطفولة وقدمت العديد من الدورات والورشات العلمية في مجال الفيزياء وغيرها واستطاعت صناعة العديد من الألعاب وفق أسس ونظريات فيزيائية استفاد منها العديد من الأشخاص المهتمين بمجال الفيزياء.

مؤخراً استطاعت داليا اختراق حواجز قطاع غزة حيث ولكونها مسؤولة الإعلام الإجتماعي والتسويق في (GAZA SKY GEEKS) تم اختيارها من قبل القائمين على برنامج (توك وومن) في الولايات المتحدة الأميركية كممثلة عن شابات غزة في المجال التكنولوجي ما يعني حصولها على خبرة إضافية في مجال الإرشاد التكنولوجي تسعى وبكل حرص لنقلها لشابات قطاع غزة للنهوض بمستواهن العلمي والأكاديمي في المجال التكنولوجي.

تقول داليا في هذا الإطار: بكيت من شدة الفرحة التي شعرت بها حين وقع الإختيار علي كممثلة عن شابات قطاع غزة في المجال التكنولوجي من القائمين على البرنامج لكني كنت على ثقة دائمة أني سأصل لمبتغاي وأحقق حلمي بتغيير مجتمعي إلى الأفضل ومساندة كل الطاقات الإبداعية الشبابية التي يعج بها قطاع غزة لكن ولسوء الظروف قد لا تجد من يقدر هذه المواهب ويعينها على المضي قدماً في حلمها.

نقل الخبرة

وتضيف شراب: آملة أن أنهض بمجتمعي وفق ما يتسق والمعايير الثقافية والاجتماعية لهذا المجتمع، سأسعى بكل الطرق الممكنة لنقل خبرتي لفتيات قطاع غزة على وجه الخصوص وكل الرياديين والتقنيين أصحاب الأفكار التقنية والتكنولوجية المبدعة مشكلة حلقة وصل ما بين خبراء قابلتهم في الخارج وما بين مبدعين ومبدعات هنا في غزة.

ترجع داليا أسباب نجاحها هذا وتمسكها بحلمها هو ذاك الحب الذي رأته في عيني والدتها مدرسة الفيزياء التي تعلقت منذ صغرها بطريقة شرحها وبتخصصها كما وكان لدعم الأصدقاء دور كبير في تشجيع داليا على الوصول إلى ما تحلم به رغم كل المعيقات.

بالأرقام

76.4 %

يعاني سكان قطاع غزة من مصادرة حقهم في التعليم، حيث تعمل (76.4%) من المدارس الحكومية بنظام الفترتين، بينما تعمل (86%) من المدارس التابعة لوكالة الغوث بنظام الفترتين. وترتفع الكثافة الصفية في المدارس التابعة للحكومة ووكالة الغوث لتصل في الأولى إلى (36.3) طالباً/شعبة، والثانية (38) طالباً/شعبة.

وذلك في ظل عجز كبير في المباني المدرسية، حيث تحتاج وزارة التربية والتعليم العالي خلال السنوات الخمس المقبلة (2014-2019) إلى بناء (139) مدرسة، بينما تحتاج وكالة الغوث حتى عام 2020 إلى بناء (135) مدرسة للقضاء على نظام الفترتين، ولتلبية الأعداد المتزايدة لعدد الطلاب.

أما التعليم العالي فيعاني من تنامي العجز في تمويل الجامعات، بما يحمله من أثر سيئ على قدرة مؤسسات التعليم العالي على تقديم رسالتها التعليمية بالشكل المطلوب، على سبيل المثال يصل العجز التراكمي في جامعتي الأزهر والإسلامية لكل واحدة منهما أكثر من (20) مليون دينار في السنوات الخمس الماضية.

Email