تقارير «البيان »

خريجو كليات التمريض يُعالجون جرحى مسيرات العودة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كلٌّ يلبي نداء الوطن على طريقته الخاصة وكل في محرابه يشكل ميداناً يزعزع أمن دولة لطَّخت مفاهيم الإنسانية عبر اغتيالها مشاركين سلميين في مسيرات العودة الكبرى من أطفال وشيوخ وصحفيين ومسعفين.

تجسدت إنسانية أهالي فلسطين في مبادرة شبابية تبناها 20 شاباً وفتاة من خريجي كليات التمريض على مستوى القطاع بدعم ذاتي من بعضهم، إضافة لتلقيهم بعض المساعدات العينية من بعض الجهات الخيرية، مهمة هؤلاء المرضى تتركز في قيامهم بزيارات دورية لبيوت مُصابي جرحى مسيرات العودة الذين لا يمتلكون ثمن الذهاب للمشفى أو لا يتمكنون لصعوبة إصابتهم من الخروج لتلقي العلاج الدوري في المشفى.

وهنا يمارس هؤلاء الشبان المتطوعون تحدياً حقيقياً أمام هذه الظروف الصعبة التي يحياها القطاع فيتحركون دونما وَهَن أو فتور طارقين أبواب المصابين مضمدين جروحهم عبر إشرافهم على الجروح والكسور التي يعاني منها المصابون في شتى أنحاء جسدهم والتي هي في الأغلب نتيجة لرصاص متفجّر كانوا قد أصيبوا به خلال مشاركتهم في المسيرات ما يلزم تنظيفه بشكل مستمر حتى لا يؤدي تركه دون تنظيف لالتهابات تفاقم من المشكلة.

وفي ظل أوضاع كارثية تعاني منها مشافي قطاع غزة ازدادت حدتها بازدياد عدد الجرحى ونقص المستلزمات الطبية الضرورية ونقص الوقود الذي يهدد حياة الكثيرين من المرضى إثر حصار باتت أبجدياته أقسى من أن يتم التعامل معها حتى ولو بمساعدات عاجلة من هنا أو هناك فحتى المرافق الصحية والتي من المفترض أن تتضمن كافة المؤهلات الصحية التي تمكن المرضى من التماثل للشفاء فإنها تفتقر وبفعل الحصار لأدنى مقومات الرعاية الصحية

عماد عصفور، منسق المبادرة والعامل في أحد مستشفيات مدينة خان يونس، يؤكد أن المبادرة ماضية في عملها وهي تنبثق في الأساس من حاجة الناس لها، موضحاً:

«استطعنا كخريجين أن نخفف ولو بشكل بسيط من معاناة جرحى قطاع غزة، نحن نتعامل مع أكثر من 200 حالة، وكل يوم نتلقى اتصالات تدعونا للتعامل مع جرحى جُدد، لكننا كأي مبادرة تحتاج للدعم لتستمر وتؤتي أكلها كما ينبغي فإننا نطالب بالدعم الذي يتيح لنا الاستمرار في هذه المبادرة إلى جانب ما يتم التبرع به من خلال زملائي الممرضين».

ويضيف: «المستشفيات تعجّ بالجرحى وفي المقابل الكمّ المتوافر من المواد الطبية من مواد لغيار الجروح أو أدوية أو ما شابه هو كمّ شحيح جداً لذا وربما تنفذ في الشهور أو حتى الأسابيع القادمة»،

من جهتها رأت الممرضة حنين أبوعمشة -الخريجة منذ نحو عام والتي كانت قد تطوعت في المستشفى الإندونيسي من ذي قبل- أن تطوعها في هذا الفريق يأتي من وعيها الإنساني والوطني تجاه وطنها وأبناء شعبها، وتوضح ذلك بقولها:

«رغم الظروف الصعبة المعاشة وقلة الإمكانيات فإن ذلك لن يجعلنا نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الظروف والتحديات، علينا جميعاً أن نقف صفاً لصفّ إلى جانب هؤلاء الجرحى، شعرت وأنا أضمّد جراحهم بأن عملي هذا واجب عليّ وعلينا تقديم المزيد من الدعم الطبي والنفسي لهؤلاء الجرحى».

ورغم العوائق لم يعجز هؤلاء الشبان عن مواصلة عملهم كل ما عرفوا أن هناك جريحاً يرقد في البيت يحتاج للعناية، يعالجون جرحه دونما مقابل، مبادرة كهذه تشكل انتصاراً على المعاناة بشكل يكشف عمق نبل شبان هذا الوطن في محاولة استثنائية منهم لخرق جدار معاناة ستزول بزوال جُرح كفكفته القلوب قبل الأيادي.

 

Email