روسيا تفتح تحقيقاً في إسقاط الطائرة

عودة آلاف النازحين إلى إدلب على وقع التهدئة

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاد آلاف النازحين إلى منازلهم في محافظة إدلب ومحيطها خلال أقل من 48 ساعة على إعلان الاتفاق الروسي التركي الذي من شأنه تجنيب المنطقة عملية عسكرية لقوات النظام، فيما أعلنت هيئة التحقيق الروسية أن الإدارة العامة للتحقيقات العسكرية التابعة للهيئة باشرت تحقيقاً جنائياً للكشف عن ملابسات إسقاط الطائرة الروسية «إيل-20» في مياه البحر المتوسط.

ومنذ بداية أغسطس الماضي، توجّهت الأنظار إلى محافظة إدلب في شمال غربي البلاد مع إرسال قوات النظام التعزيزات العسكرية تلو الأخرى تمهيداً لهجوم ضد آخر أبرز معاقل الفصائل المقاتلة، قبل أن تصعد قصفها في النصف الأول من الشهر الحالي بمشاركة طائرات روسية.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «استفاد النازحون من فترة الهدوء التي رافقت المفاوضات الروسية التركية ليبدأ عدد منهم بالعودة قبل أن تزداد الوتيرة مع إعلان الاتفاق»، وأشار إلى أن «نحو سبعة آلاف نازح عادوا إلى بلداتهم وقراهم منذ إعلان الاتفاق الروسي التركي، خصوصاً في ريف إدلب الجنوبي الشرقي وريف حماة الشمالي».

قصف صاروخي

في الأثناء، تعرضت أماكن في بلدة اللطامنة وأطرافها بالريف الشمالي الحموي، لقصف صاروخي نفذته قوات النظام أمس، من دون معلومات عن خسائر بشرية، لتسجل خرقاً جديداً ضمن مناطق الهدنة الروسية –التركية في المحافظات الأربع حماة وإدلب وحلب واللاذقية، فيما دون ذلك يتواصل الهدوء الحذر في عموم مناطق الهدنة.

وقال المرصد السوري إنه رصد تصاعد الخروقات بعد منتصف ليل الثلاثاء –الأربعاء ضمن الهدنة الروسية –التركية في كل من حلب وحماة وإدلب واللاذقية، حيث شهدت محاور ومناطق في ريف حلب عمليات قصف واشتباكات واستهدافات جرت بعد منتصف الليل، إذ رصد المرصد اشتباكات جرت على محوري المنصورة والراشدين غربي مدينة حلب، وبيانون وتل مصيبين والملاح شمالي حلب، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة من جهة أخرى، ترافقت مع استهدافات متبادلة بين الطرفين، كذلك قصفت قوات النظام بعد منتصف ليل أمس أماكن في بلدة حيان بريف حلب الشمالي وأماكن أخرى بالريف الشمالي الغربي لحلب، ما أسفر عن سقوط جرحى في حيان، فيما استهدفت الفصائل مواقع سيطرة قوات النظام في منطقة باشمرا بالريف الشمالي الغربي لحلب، ولا معلومات حتى الآن عن خسائر بشرية، وفي الريف الحموي، جددت قوات النظام قصفها الصاروخي بعد منتصف ليل أمس مستهدفة بلدة اللطامنة بالريف الشمالي.

ولا تزال الاشتباكات مستمرة بوتيرة عنيفة ضمن الجيب الأخير المتبقي لتنظيم داعش على الضفاف الشرقية لنهر الفرات بريف دير الزور الشرقي، بين عناصر التنظيم من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية مدعومة بقوات التحالف الدولي من جهة أخرى، وسط تنفيذ طائرات التحالف لمزيد من الضربات الجوية على مواقع التنظيم في المنطقة، وعلم المرصد السوري أن هجوماً معاكساً ينفذه عناصر التنظيم منذ صباح أمس على مواقع قسد في منطقة الباغوز الفوقاني.

الطائرة الروسية

أعلنت هيئة التحقيق الروسية أن الإدارة العامة للتحقيقات العسكرية التابعة للهيئة باشرت تحقيقاً جنائياً للكشف عن ملابسات إسقاط الطائرة الروسية «إيل-20» في مياه البحر المتوسط.

وأكدت المتحدثة باسم هيئة التحقيق سفيتلانا بيترينكو أن فريقاً من المحققين والخبراء وممثلين عن وزارة الدفاع الروسية بدأ بالعمل في مكان وقوع الحادثة.

وكانت طائرة «إيل 20» تحطمت جراء إصابتها بصاروخ أطلقته منظومة «إس 200» للدفاع الجوي السوري، ما أسفر عن مقتل 15 عسكرياً روسياً كانوا على متن الطائرة.

من جانبه، ألقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب باللائمة على النظام السوري في حادث إسقاط الطائرة الروسية، فيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن التحقيق سيكشف ملابسات الحادث. وانتهز وزير الخارجية مايك بومبيو الحادث ليعيد التأكيد على ضرورة التوصل إلى حلول دائمة وسلمية وسياسية للنزاعات في الشرق الأوسط والحاجة الملحة لوقف أعمال إيران الاستفزازية ولا سيما في سوريا.

Email