تقارير البيان

الكونفدرالية.. التفاف أميركي على «حل الدولتين»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تعتبر «الكونفدرالية» أمراً جديداً، فيما لا يحمل إعادة طرحها في هذا التوقيت سوى مدلول واحد، يتمثّل في أنّها إحدى محطات تصفية القضية الفلسطينية، إذ تسعى الإدارة الأميركية، لتتويج شطبها لمختلف قضايا الحل النهائي التي أقرتها اتفاقيات أوسلو قبل 25 عاماً، والتي استهلت بإزاحة ملف القدس، وأتبعت بشطب قضية اللاجئين، وحان موعد إنهاء ملف الصراع العربي الإسرائيلي، طبقاً للمصالح والأهواء الإسرائيلية.

ويرى محللون فلسطينيون، أنّ فكرة الكونفدرالية غير قابلة للتطبيق ولو نظرياً، إذ إنّها تتطلب إقامة دولة فلسطينية أولاً، باعتبار أنّ الاتحاد الكونفدرالي يتم عادة بين دولتين، ما يجعل الفلسطينيين غير مستوفين لشروط ومتطلبات هذا الاتحاد.

ويجمع المراقبون، على أنّ رغبة الإدارة الأميركية وإمعانها في تجاوز حل الدولتين، هو ما دفعها لإعادة هذا الملف على الطاولة مجدداً.

وينظر أستاذ العلوم السياسية د. غسان الخطيب، لقرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الموافقة على الكونفدرالية، شريطة انضمام الاحتلال لها، على أنه نوع من التعجيز، لأنّ قبول إسرائيل بالشراكة في هذا الاتحاد، يلغي احتلالها للأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967، بموجب ترسيم الحدود، بين دول الاتحاد الكونفدرالي المفترض، إذ ستكون هذه الأراضي تابعة لدولة فلسطين، طبقاً للقرار الدولي 242.

ويوضح الخطيب في تصريحات لـ«البيان»، إلى أنّ الاحتلال يحاول ومن خلال الكونفدرالية، التخلص من مسؤوليته عن المناطق التي احتلها في العام 1967، على أن تُستثنى القدس والمستوطنات من هذا الحل، الأمر الذي يتفق بقوة مع الرؤية الأميركية لإنهاء الملف الفلسطيني بالكامل.

ويقول الخطيب: «ما هو مطروح حالياً حول الكونفدرالية، محاولة أميركية جديدة لإلغاء حل الدولتين، الذي أجمعت عليه الأسرة الدولية».

فشل

من جهته، يلفت أستاذ العلاقات الدولية والمحلّل السياسي عبد المجيد سويلم، إلى أنّ فكرة الكونفدرالية ستبوء بالفشل، شأنها في ذلك شأن كل المؤامرات التي حيكت لتصفية القضية الفلسطينية، منوّهاً إلى أنّ إدارة ترامب طرحت هذه الفكرة، بعد أن أوصدت كل الطرق أمام محاولاتها تنفيذ «صفقة القرن»، الأمر الذي أجبرها على تغيير أسلوبها، لتحقيق مآربها وأهدافها.

مخطّط

ويرى الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب، أنّ مشروع الكونفدرالية في شكله وتوقيته، لا يمكن فهمه سوى في سياق مخطط أميركي إسرائيلي مشترك، لتمرير صفقة القرن من خلال حلول تبدو وكأنها جديدة ومختلفة، مبيناً أنّ ما هو مطروح حالياً، ينسف ما ورد في اتفاق أوسلو قبل 25 عاماً.

مكافأة

بدوره، يشير المحلّل السياسي رجب أبو سرية، إلى أنّ ما هو مطروح حيال الكونفدرالية، ما هو إلا مكافأة أميركية للاحتلال، بضم مناطق الضفة، إلى جانب الاحتفاظ بالقدس، وشطب ملف اللاجئين، مشدداً على أنّ رفض هذا المقترح هو معركة فلسطينية، وأنّ حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يجب أن يدفع ثمنه الاحتلال.

Email