تقارير البيان

غزة أمام مفترق طرق

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعيش سكان قطاع غزة حالة من الترقب والانتظار، في ظل حالة المد والجزر في ملف التهدئة، وتقرير مصير عدة ملفات مهمة.

وأكد عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح عزام الأحمد أن وفد فتح الذي سيتوجه للقاهرة، الاثنين، سيستمع من الأشقاء في مصر لرد حركة حماس على الورقة المصرية وكذلك لاستكمال المشاورات الخاصة بالمصالحة.وأعرب الأحمد عن أمله بأن يكون رد حركة حماس ايجابيا وإن كان كذلك سيتم الاتفاق مع المصريين على الخطوة التالية.

واستهجن الأحمد اعتراض حماس على رد حركة فتح، موضحا أنه لم يكن جديدا بل مطابقا لما كان في الثاني عشر من تشرين أول العام الماضي باستثناء ما جاء في المقدمة السياسية ويتعلق بصفقة القرن.

وبدأ السياسيون الدخول في مرحلة عض الأصابع، إذ قطاع غزة ينتظر لحظات حاسمة في تاريخه، وانتظار قرارات حركة حماس على التهدئة، فضلاً عن قرارات مهمة ستعلنها إسرائيل.

ووفق مصادر غير رسمية، فإنّ الحديث يدور عن تهدئة طويلة المدى، تبدأ بوقف إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، ووقف مسيرات العودة قرب السياج الفاصل، مقابل إعادة فتح إسرائيل المعابر بشكل كامل، وتسهيل دخول المواد المطلوبة لتنفيذ مشاريع إنسانية كبرى، إلّا أنّ مسؤولين في حركة فتح، قالوا إنّ الهدف الأميركي من هذه التهدئة هو إطلاق ما سموه صفقة القرن، باعتبار أنّ الصفقة تعتبر قطاع غزة نواة الكيان الفلسطيني المقبل الذي تريده أقل من دولة وأكثر من حكم ذاتي.

ويحذّر المسؤولون في حركة فتح من الوقوع في الفخ الذي ينصبه ثلاثي البيت الأبيض جاريد كوشنير وجيسون غرينبلات ودافيد فريدمان. ودعت حركة فتح حركة حماس إلى التجاوب مع جهود الوحدة الوطنية التي ترعاها مصر، محذّرةً من التوجه لعقد اتفاق هدنة مع إسرائيل مقابل مساعدات إنسانية على حساب الوحدة الوطنية.

وأوضح عزام الأحمد أن حماس وقعت في الفخ الاسرائيلي نظرا لوجود أكثر من لاعب في التهدئة وتواصلت اسرائيل مع كل اللاعبين، الأمر الذي دعاها لاختيار ما ترتاح له إلى أن تعطلت الجهود، مضيفا أن منظمة التحرير وحركة فتح مع أي تهدئة بشرط أن تسبقها المصالحة ولو بربع ساعة، وأن تكون من خلال الحكومة الشرعية.

وقال الكاتب المقرّب من حركة حماس إبراهيم المدهون إنّ نقاشات داخل الحركة تجري بسرية تامة بعيداً عن الإعلام. وأضاف: «نحن قريبون من تهدئة مقبولة كما هو معروض لعدة سنوات، تشمل حلاً لمشكلات كثيرة مثل الكهرباء والمياه والموظفين، سواء كانوا تابعين للسلطة الفلسطينية لو لحكومة غزة، فضلاً عن ممر مائي يربط القطاع في الخارج، في نقاشات ضمن ثلاثة مسارات، إنساني وسياسي وصفقة تبادل أسرى».

اتفاقية

من جهته، قال الإعلامي عبد الناصر النجار إنّ التهدئة هذه المرة ستكون على شكل اتفاقية واضحة تستمر عشر سنوات على الأقل كما ترغب حماس، أو عشرين بل ثلاثين عاماً كما ترغب إسرائيل، لافتاً إلى أنّ التهدئة تقوم على عدم إطلاق رصاصة واحدة على إسرائيل والحفاظ على الهدوء.

إبعاد ويلات

في السياق، قال المحلل السياسي هاني حبيب إنّ الاتفاق بين حماس وإسرائيل على التوصّل إلى هدنة يبعد ويلات الحرب الإسرائيلية الجديدة، وينهي الحصار المفروض على القطاع، وإعادة إعمار وتأهيل البنية التحتية، وسيشكّل ذلك إنجازاً مهماً إذا كان بوابة لمصالحة فلسطينية جادة وفاعلة وحقيقية، مبدياً مخاوفه من أن يؤدّي ذلك حال تحققه إلى تعميق الانقسام والوصول به إلى حد الانفصال. وأضاف: «احتمالات فشل التوصل إلى تهدئة تظل قائمة على ضوء الاشتراطات الإسرائيلية».

Email