قطر تنفق الملايين لشراء «خدمات» أعضاء في الكونغرس

ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهرت العشرات من وثائق وزارة العدل الأميركية، أن تنظيم الحمدين الحاكم في قطر أنفق ملايين الدولارات من أجل الوصول إلى سياسيين بارزين داخل مجلس الشيوخ الأميركي. وكشفت الوثائق عن مساعي تنظيم «الحمدين» لشراء خدمات معاوني أعضاء المجلس السابقين أو حتى الحاليين.

لكن ثمة تساؤلات حول علاقة السيناتور الجمهوري البارز عن ولاية تكساس، تيد كروز بإمارة قطر الممولة للإرهاب؟ وما الذي تحصل عليه قطر في المقابل؟ وهل يستمع لها أم لتكساس؟ تلك التساؤلات طرحها ستيف رابينوفيتش، الموظف السابق بالبيت الأبيض ورئيس شركة «بلو لايت ستراتيجيز» للاتصالات الاستراتيجية بواشنطن في مقال رأي نشره موقع «اندوفر كولر» الأميركي، في تعليق على تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، بهذا الشأن. وكشف التقرير عن أن وكلاء قطر في واشنطن، ومنهم نيكولاس موزين مدير شركة «ستونينغتون ستراتيجيز»، جهزوا قائمة بـ250 شخصية من أصحاب النفوذ والتأثير لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

مقابل ماذا؟

وموزين هو النائب السابق لرئيس حملة كروز الانتخابية للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري لخوض السباق الرئاسي عام 2016، وكان مسجلاً كوكيل أجنبي لصالح قطر، واعترف بحصول شركته على 300 ألف دولار شهرياً من هذا العمل.

في حين غرد موزين عبر «تويتر» قائلاً: إن شركته لم تعد تمثل قطر، أكد الموظف السابق بالبيت الأبيض، أن الأمر يستحق التساؤل عمّا وعد به قطر مقابل الحصول على كل هذه الأموال، كما يجب على كروز الكشف عن اللقاءات التي أجراها مع موزين وما تعهّد بالقيام به من أجله.

وقال رابينوفيتش، إن الأدلة تُظهر التواصل المستمر بين موزين والسيناتور كروز، حتى إنه التقطت صورة لهما معاً مؤخراً، وربما لا يزال هناك اتصال بين موزين وقطر. وأشار إلى أن موزين لم يقدم مذكرة رسمية إلى وزارة العدل الأميركية لإخطارها بإنهاء عمله مع قطر، لذا يتوجب استبيان ما يقوله موزين للسيناتور كروز، منتقداً استمرار العلاقة بين السيناتور وشخص كان يشارك في أعمال ضغط لصالح نظام لا يتشارك القيم الأميركية نفسها.

وأوضح رابينوفيتش، وهو مساعد سكرتير صحافي سابق بالبيت الأبيض، أنه بينما تمثل قطر حليفاً للولايات المتحدة ويوجد على أرضها قاعدة جوية أميركية مهمة، يعمل أمير قطر تميم بن حمد على تقديم تمويل علني لجماعات تصنّفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجهات أخرى إرهابية.

وأشار رابينوفيتش إلى أن قطر تموّل «جبهة النصرة» الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا، كما تعهّدت الدوحة بتقديم مليار دولار إلى جماعة «الإخوان»، فضلاً عن أن شبكة «الجزيرة» منصة لاستضافة إرهابيين عبر شاشتها.

رشوة

استعرضت صحيفة إسرائيلية، قبل يومين، إنفاق النظام القطري عشرات ملايين الدولارات على لوبيات يهودية أميركية اعتقاداً منه أنها مقربة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقالت صحيفة «جروساليم بوست»: يبدو الآن أن قطر استهدفت بعض اليهود الأميركيين في ضغطها لأن الدوحة اعتقدت أنهم قريبون من ترامب. واستدركت، «لكن لا يبدو أبداً أن قطر عززت من نفوذها في واشنطن من خلال هذه الاتصالات»، في إشارة إلى تبديد هذه الأموال دون فائدة.

Email