التدخّلات القطرية في غزة تشعل غضب أهالي القطاع

ت + ت - الحجم الطبيعي

أشعلت الترتيبات الخاصة بافتتاح قصر العدل الممول من قطر في غزة حالة من الغضب والسخرية لدى النشطاء الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تنديد بـإهدار هذه الأموال على غير «أولويات» سكان القطاع.

ومن المقرر أن يفتتح السفير القطري محمد العمادي، اليوم، القصر في جنوب مدينة غزة، بعد سنوات من بدء العمل فيه بتكلفة إجمالية تزيد على 11 مليون دولار.

وبحسب موقع «بوابة العين الإخبارية»، انتقد الأكاديمي في جامعة الأقصى بغزة، الدكتور هاني الجزار، توجيه التمويل لبناء قصر في ظل وجود عمال وخريجين فلسطينيين بلا عمل، قائلًا: «قصر العدل بغزة كلّف 11 مليون دولار، وكان يمكن أن يشعر الناس بالعدل إذا تم توزيع هذا المبلغ على العمال والخريجين لبناء مشاريع صغيرة، حتى لو كان المتبرع قد اشترط البناء، كان يمكن رفض المبلغ حتى لا يتحول العدل إلى صورة قصر تقهر المظلومين». أما الصحفي علاء الحلو، فعبّر عن غضبه قائلاً: «في البلد الأكثر فقراً وازدحاماً والأقل عدلاً في العالم.. من المقرر أن يتم افتتاح قصر العدل الفلسطيني في غزة بتكلفة وصلت إلى 11 مليون دولار».

جوع وقهر

الناشط أحمد العقاد، قال: «الناس تموت جوعاً وقهراً، والحكومة (التابعة لحماس) تقوم ببناء قصر العدل في غزة بتكلفة 11 مليون دولار».

ويعاني قطاع غزة من حصار مشدد منذ 12 عاماً، تسبب في ارتفاع نسبة الفقر إلى 67% في أوساط الشباب، والبطالة إلى 43%، فيما لا تزال هناك 2000 وحدة سكنية دمرت في حرب 2014 لم يتم إعمارها.

بدوره، يقول الناشط محمد أبوحسنة: «فيما تفترش العائلات بغزة الأرض، ولا يجد الغالبية العظمى قوت يومهم، وتعجز المستشفيات والمرافق الخدمية عن تقديم الخدمات، يُفتتح قصر العدل في منطقة غاب فيها العدل، أين الأولويات وأين تغطية الاحتياج، وأين الإدارة؟ هذا بذخ سيضيع مع أول تصعيد، وبُطُون الجوعى أولى».ويرى الناشط محمود جبر أن العدل الحقيقي يتمثل في توزيع تكاليف بناء مجمع قصر العدل، على 11 ألف أسرة معدومة لا تجد قوت يومها، وهم كُثر في غزة، وتابع قائلا: «أشبعوا الناس وبعدين حاسبوهم».

صفقة القرن

وتنتهج قطر سياسة تآمرية في قطاع غزة من أجل تنفيذ الجزء الموكل لها من «صفقة القرن» بتعزيز الانقسام بين الضفة الغربية وغزة واتساع رقعة الفرقة بينهما. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن محمود العالول، نائب رئيس السلطة الفلسطينية، قوله إن إسرائيل أرسلت إلى حركة حماس المقترح القطري بإقامة مطار بالقرب من إيلات، إضافة إلى الميناء البحري في قبرص، والسماح بإقامة رحلات جوية من المطار إلى قطر كجزء من صفقة التسوية الشاملة التي تعرف باسم «صفقة القرن».

تعميق الانقسام

تؤكد اللقاءات السرية بين المسؤولين الإسرائيليين والقطريين أن الطرح الإسرائيلي لإقامة دولة في غزة منفصلة عن الضفة الغربية وتعميق الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني، لا يجد صدى سوى في الدوحة، حيث يعمل تنظيم «الحمدين» الحاكم على دعم الفصائل المتطرفة في القطاع من أجل تحقيق هذا الهدف من خلال دعم وتمويل تلك الجماعات بحجة إعادة إعمار غزة.

Email