صحافي تركي في المنفى يحذر من انحدار تركيا لتصبح «قطر»

«تنظيم الحمدين» نموذج عالمي لرعاية الإرهاب

جان دوندار

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد الصحافي التركي جان دوندار، من أبرز المعارضين غير الحزبيين في تركيا للرئيس رجب طيب أردوغان، بسبب ما يسميه بـ«النزعة التسلطية» للأخير.

وفي مقابلة مع وكالة «فرانس برس» عبر الصحافي التركي البارز عن خشيته من أن تتحول تركيا إلى «قطر أخرى»، في إشارة إلى النزعات الدينية التي تتجلى في الحياة العامة التركية برعاية من حزب العدالة والتنمية الحاكم.

والتقى دوندار الثلاثاء الماضي، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يرافقه وفد من «مراسلون بلا حدود». وانتقد الموقف الأوروبي والأميركي قائلاً إن «الغربيين يغضون النظر عن تركيا. إنهم يقبلون بابتزاز أردوغان الذي يهدد بأن يرسل إليهم ثلاثة ملايين لاجئ سوري». والنقطة الأهم في تحذير دوندار من تدهور الأوضاع في تركيا هو تشبيهه الوضع في تركيا بأنه يتجه ليصبح مثل «قطر».

وعبر عن ذلك بالقول إن تركيا «لم تكن جنّة قبل أردوغان، ولكن كان ثمة فرصة كبرى للصغار هناك لتعلم الديمقراطية. كان يمكن أن تكون مثالاً في العالم الإسلامي بدل أن تصبح أشبه بقطر».

ويعد استخدام الصحافي التركي ذكر قطر كمثال للانحطاط والتدهور علامة على مدى سوء السمعة القطرية، حيث دأبت وسائل الإعلام التابعة لتنظيم الحمدين على التسويق لأكاذيب بأن سمعة الدوحة في الغرب جيدة، وأن دول المقاطعة تمارس دعاية ضد الدور القطري.

غير أن تحول قطر إلى مثال عالمي للنموذج المافيوي في الحكم ودعم الإرهاب وشراء الذمم إضافة جديدة إلى الصفحات السوداء لتنظيم الحمدين. فهذه الصورة السلبية لقطر لم تتشكل فقط بسبب إجراءات دول المقاطعة، بل بسبب أفعال قطر المفضوحة في دعم التنظيمات الإرهابية وإحداث الاضطرابات في الدول العربية من أجل تمكين أحزاب متطرفة على رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي.

ويقيم دوندار الذي بات رمزاً للنضال من أجل حرية الصحافة في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان، منذ عامين في «منفى صعب» في ألمانيا «بعيداً من عائلته ومن البوسفور والبحر». ترأس تحرير صحيفة جمهورييت التركية المعارضة التي عرفت بتحقيقاتها المحرجة للسلطة، وتعتبره أنقرة «خائناً» لكشفه في 2015 أن الاستخبارات التركية سلمت أسلحة لمتطرفين في سوريا.

اتهم دوندار (57 عاماً) مع رئيس مكتب جمهورييت في أنقرة بـ«كشف أسرار دولة»، وسجن في 2015 قبل أن تفرج عنه أعلى محكمة تركية مثيرة غضب أردوغان.

حكم عليه أمام محكمة البداية بالسجن أكثر من خمسة أعوام. وقبيل النطق بالحكم، تعرض لإطلاق نار قرب المحكمة ونجا بفضل تدخل زوجته ديليك وتمكنها من السيطرة على مطلق النار. ويقول: «لم تتمكن زوجتي من مغادرة تركيا. لقد صادروا جواز سفرها في المطار. يحاول أردوغان أن يتصدى لأنشطتي عبر استخدام زوجتي، إنها أساليب مافيوية».

Email