تركيا تطالب بمهلة أخيرة قبل «حمّام الدم»

الأمم المتحدة: النظام استخدم الكيماوي في الغوطة وإدلب

إحدى غارات النظام على إدلب | أ ف ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال محققون من الأمم المتحدة يعملون في مجال حقوق الإنسان إن القوات الحكومية السورية أطلقت غاز الكلور، وهو سلاح كيماوي محظور، في الغوطة الشرقية التي كانت تخضع لسيطرة المعارضة وفي محافظة إدلب هذا العام، في هجمات تمثل جرائم حرب.

وذكر مسؤول بالأمم المتحدة لـ«رويترز» أن هذه الوقائع ترفع عدد الهجمات الكيماوية التي وثقتها لجنة التحقيق بشأن سوريا في البلاد منذ عام 2013 حتى 39 هجوماً، منها 33 هجوماً منسوباً إلى الحكومة، ولم يتم تحديد هوية المتسبب في الهجمات الست الأخرى.

وأضاف المحققون في تقريرهم: «لاستعادة الغوطة الشرقية في أبريل، شنّت القوات الحكومية العديد من الهجمات العشوائية في مناطق مدنية ذات كثافة سكانية عالية، واشتمل ذلك على استخدام أسلحة كيماوية»، في إشارة إلى أحداث وقعت بين 22 يناير وأول فبراير في منطقة سكنية في دوما بالغوطة الشرقية، إحدى ضواحي العاصمة دمشق.

كارثة إنسانية

في الأثناء، حذّر الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريس النظام السوري وداعميه من شنّ هجوم شامل على إدلب، مشدّداً على أن المحافظة الواقعة شمال غربي سوريا، والخاضعة لسيطرة فصائل معارضة يجب أن لا تتحوّل إلى حمّام دم. وقال غوتيريس للصحافيين، في مقرّ الأمم المتّحدة، إن مكافحة الإرهاب لا تعفي المتحاربين من التزاماتهم بموجب القانون الدولي، داعياً للتوصل إلى حل سلمي في إدلب، محذراً من كابوس إنساني لم يسبق له مثيل في الصراع السوري الدموي. وطالب غوتيريس إيران وروسيا وتركيا بعدم ادّخار أي جهد من أجل إيجاد حلول لحماية المدنيين والخدمات الأساسية كالمستشفيات واحترام القانون الدولي الإنساني.

وعلى صعيد الاستعدادات لمعركة إدلب، أفادت مصادر بأن تركيا طلبت من دمشق عبر الجانب الروسي تأجيل العمل العسكري باتجاه محافظة إدلب، وإعطاء أنقرة مهلة إضافية لتتمكن من فصل من تسميهم بـ«المعارضة المعتدلة» عن إرهابيي تنظيمي جبهة النصرة وداعش الإرهابيين.

وأضافت المصادر أن الجانب التركي قدَّم توضيحات حول التعزيزات العسكرية التركية التي دفع بها خلال الأيام القليلة الماضية إلى عدة مناطق في محافظة إدلب، مشيراً إلى أن مهمة هذه القوات الأساسية ستكون استخدام القوة العسكرية ضد جبهة النصرة حال رفضت الانفصال والخروج من مناطق المعارضة السورية المعتدلة، ولكنه لم يحدد الجهة التي سيخرج إليها الإرهابيون، بحسب سبوتنيك.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عمليات قصف من قِبل قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية هزّت مناطق في الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم داعش الإرهابي عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات.

مختطفو السويداء

وأضاف المرصد، في بيان، أن القصف تخلله «اشتباكات عنيفة بين الطرفين، في محاولة من قسد والتحالف الدولي لتحقيق المزيد من التقدم في المنطقة، بعد تمكنها من السيطرة على مساحات من القسمين الشمالي والغربي من بلدة هجين الواقعة في أطراف هذا الجيب».

وتعمل «قسد» على قطع خطوط الإمداد بين البلدات الأربع التي يتكون منها هذا الجيب، وهي: هجين، والشعفة، والسوسة، والباغوز، والمناطق الواصلة بينهما.

وتسببت عمليات القصف البري والاشتباكات المتواصلة المترافقة مع ضربات جوية للتحالف الدولي بين الحين والآخر في سقوط مزيد من الخسائر البشرية، بحسب المرصد.

إلى ذلك، طالب مختطفو السويداء، في فيديو جديد تم نشره أمس، بسرعة إنهاء معاناتهم مع الأسر من قِبل تنظيم داعش الإرهابي منذ 25 يوليو الماضي.

وقالت إحدى المختطفات خلال الشريط المصور: «نحن الأسرى الموجودون لدى داعش، كلنا بخير، وليس هناك من أحد تأذى بيننا، ولكن ليس من أحد يعمل على فك أسرنا، لا النظام ولا روسيا، ونتمنى ممن يرى هذا الشريط المصور أن يسعى في قضيتنا ويفك أسرنا في أسرع وقت»، ويأتي هذا الشريط المصوّر في أعقاب إخفاق المفاوضات المتواصلة مرة جديدة في التوصل إلى حل ينهي مأساة المختطفين ويعيدهم إلى ذويهم بعد اختطفاهم في الـ25 يوليو من عام 2018.

تهديد

اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان أن معركة إدلب تهدد الأمن القومي الأوروبي.

وقال لودريان في تصريحات أمس، «الهجوم على إدلب قد يهدد أمن أوروبا جراء انتقال المقاتلين من هناك إليها»، مشيراً إلى أن «الخطر الأمني قائم ما دام هناك الكثير من المتشددين المنتمين إلى القاعدة يتمركزون في هذه المنطقة، ويتراوح عددهم بين 10 آلاف و15 ألفاً».

وأضاف أن هؤلاء الإرهابيين «قد يشكلون خطراً على الأمن الأوروبي في المستقبل»، وشدد على أن استخدام الكيماوي خط أحمر بالنسبة لفرنسا» مهدّداً بشن ضربة على سوريا في حال حصول ذلك.

تباين

قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن ألمانيا لا يمكنها أن تدير ظهرها لدى حدوث هجوم كيماوي في سوريا.

وأضافت أمام مجلس النواب «لا يمكن أن يكون الموقف الألماني هو مجرد قول لا، بصرف النظر عما يحدث في العالم».

في المقابل قالت أندريا ناليس زعيمة الحزب الديمقراطي الاشتراكي إن حزبها لن يوافق على التدخل العسكري في سوريا إلا إذا سمحت الأمم المتحدة للمجتمع الدولي بمثل هذا التحرك.

وأوضح استطلاع جديد للرأي أجرته «دي فيلت» أن 74 % من الألمان يعارضون المشاركة في تدخل عسكري في حال شنت الحكومة السورية هجوما آخر بأسلحة كيماوية.

Email